الخميس  24 نيسان 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحدث الصحي | تزايد حالات الموت المؤقت في قطاع غزة

2016-10-17 07:34:44 AM
الحدث الصحي | تزايد حالات الموت المؤقت في قطاع غزة
تزايد حالات الموت المؤقت في قطاع غزة (ارشيفية)

 

الحدث - أحمد بعلوشة

 

لا تخفى على أحد الحالة الصعبة التي يعيشها المرضى الفلسطينيون عامة، ومرضى قطاع غزة على وجد التحديد، خصوصاً في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه دولة الاحتلال على القطاع منذ ما يزيد عن عشر سنوات، ما أدى إلى زيادة الحالات المرضية الصعبة التي تحتاج إلى علاج، وتُواجه غالباً بعدم توفر الإمكانيات العلاجية في غزة، أو عدم قدرتها على السفر إلى الخارج.

 

ورم لمفاوي متفاقم

 

الطفلة مريم عائد ظاهر 9 سنوات، من مخيم جباليا شمال القطاع، تعاني من ورم لمفاوي دموي منذ الولادة، أجريت لها عدة عمليات، لكن المرض اليوم أصبح أكثر تفشياً، وأكثر خطورة على حياتها.

 

تواصلت "الحدث" مع عائد ظاهر والد الطفلة مريم، الذي أكد أنه توجه بعدد من المناشدات إلى السيد الرئيس محمود عباس وإلى كافة المعنيين بعد أن وصلت حالة ابنته إلى هذا الحد من الخطورة، إلا أنه حصل على تحويلات للعلاج في مصر، الأمر الذي لم يحدث أثراً إيجابياً على حالة مريم.

 

وحول ما حدث مع ابنته، قال ظاهر: "ولدت مريم وهي تحمل هذا الورم في اللسان، وبعد أيام بدأ بالظهور خارج الفم، ثم بدأ بالظهور في رقبتها، وهي عمرها 4 شهور سافرت فيها على مصر وكانت الحركة من غزة أكثر سهولة، عملنا عملية بعدها اكتشفوا وجود ورم داخل الحنجرة، عدت إلى غزة وبعد 3 شهور إلى مصر مجدداً، لاستئصال الورم في الخد، تعددت الأورام في وجهها وفكها ورقبتها ووصلت كافة أنحاء وجهها". وتابع ظاهر: "على مدار أربع سنوات.. استمريت بالذهاب إلى مصر لعمل عدد من العمليات التي تم تغطية جزء كبير منها بواسطة السلطة الفلسطينية".

 

مناشدات مستمرة

 

وأضاف ظاهر: "قمت بعمل مناشدة للسيد الرئيس من ثلاث سنوات، وقوبلت المناشدة بالموافقة على أن تتحول ابنتي إلى دولة أجنبية للعلاج، ولكني تفاجأت بتحويلها إلى الإغاثة الطبية، وكان هذا مؤشر على أنه لا يمكن علاجها، قمنا بإجراء 6 عمليات أخرى في الإمارات العربية بعد مناشدة أرسلتها لدولة الامارات، لكن أحد الاطباء هناك قال لي: "أول مرة تمر عليا هيك حالة"، في إشارة إلى أنهم غير قادرين على التعاطي مع حالة ابنتي".

 

وبيَّن ظاهر الآثار المترتبة على عدم علاج الحالة الصعبية لابنته: "هناك مضاعفات مستمرة وأورام جديدة تظهر عليها، في الخد والفك واللسان والذقن والرقبة، وكل ذلك يؤثر على التنفس"، أما عن العلاج، فأوضح ظاهر أنه موجود في أكثر من دولة مثل هولندا والولايات المتحدة ودول أخرى.

 

"منذ تسعة شهور وأنا أقوم بعمل مناشدات إلى كافة المعنيين، ونحن لا نريد مساعدة نقدية، بل نحتاج إلى الالتفات إلى الحالة الصعبة التي تؤثر يومياً على ابنتي وعلى حياتنا بأكملها" قال ظاهر، وأردف: "توجهت للمؤسسات الصحفية أيضاً، ولم يكن هناك استجابة أو تسليط للضوء على الموضوع"، واختتم ظاهر: "بنتي بتموت، وهناك الكثيرون ممن حصلوا على تحويلات علاجية، في الوقت الذي لا أستطيع فيه الحصول على تحويلة مناسبة لعلاجها في المكان المناسب".

 

وبالتواصل مع مسؤول الملف الطبي في الرئاسة الفلسطينية د. مدحت طه، أوضح طه لـ "الحدث": "نحن نتابع هذه الحالة وحالات أخرى كثيرة، وليس لدينا مشكلة في تحويلها إلى مصر، والمشكلة تكمن في أنَّ عدد الإصابات والمرضى كثيرة".

 

وبيَّن طه أنه يتعيَّن على المرضى وأطبائهم المعالجين إيجاد أماكن العلاج من خلال التواصل مع المستشفيات بالخارج، ويتم ذلك بواسطة أطباء غزة المتابعين للحالات، مشيراً إلى أنه: "على أطباء غزة أن يحددوا مكان التحويلة المناسب وبناء على ذلك يتم تحويل الحالات. نحن لن نستطيع التشخيص أو معرفة المكان المناسب للتحويل دون الإشارة إلى ذلك من قبل الأطباء في غزة".

 

وأكمل طه: "تصلنا مناشدات بشكل يومي وعددها كبير جداً ولا نستطيع متابعة كافة المناشدات وموضوع مراسلة المستشفيات في الخارج ليس من مسؤولياتنا، نحن نتابع ملفات الضفة والأردن ومصر، ولكن التواصل مع المستشفيات في الخارج إجمالا يقع على عاتق الطبيب المعالج، ولو كان العلاج في الضفة أو مصر ممكنا، فنحن نقوم بتحويل الحالة للعلاج مباشرة"، مشيراً إلى أن الصحة الفلسطينية تقوم بتغطية كافة التحويلات مادياً.

 

مريم ظاهر طفلة لم يتعدى عمرها التسع سنوات، تعاني من ورم لمفاوي في وجهها، تزداد مساحة انتشاره في أماكن متعددة في وجهها مثل حوض العين واللسان والرقبة والحنجرة، مما يزيد من عرضة حياتها للخطر، وبعد قص جزء من اللسان؛ أصيب عصب الفك وتسبب بتشوهات وإعاقة في الفك. وتحتاج مريم لعمليات عاجلة لاستئصال الأورام بشكل كامل.

 

مريم التي تقطن وعائلتها في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، تعاني من الورم منذ ولادتها، وأجريت لها 22 عملية، منها جراحة استأصلت بعض الأورام من الخد والرقبة، إلا أنها لم تحصل على فرصة للعلاج والتخلص من المرض كليًّا.