الجمعة  20 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

القوات الفدرالية المكسيكية تنتشر في المدينة التي فقد فيها 43 طالبا

2014-10-07 12:38:27 PM
القوات الفدرالية المكسيكية تنتشر في المدينة التي فقد فيها 43 طالبا
صورة ارشيفية
الحدث- أ.ف.ب
 
سيطرت القوات الفدرالية المكسيكية من الجيش والدرك الاثنين على مدينة ايغوالا بولاية غيريرو (جنوب) التي فقد فيها 43 طالبا بعدما هاجمهم عناصر من الشرطة البلدية ومهربو مخدرات.
وتنفيذا لأوامر الرئيس انريكي بينيا نييتو، انتشر الجيش في المدينة ونزع سلاح الشرطة البلدية تمهيدا لاجراء تحقيق في حادثة اختفاء الطلاب الذين يعتقد انهم قتلوا بعدما عثر في نهاية الاسبوع على مقابر جماعية فيها جثث يعتقد انها جثثهم.
وقال مفوض الامن مونتي اليخاندرو روبيدو للصحافيين ان "امانة الدفاع الوطني نزعت اسلحة عناصر الشرطة البلدية الذين ما زالوا ناشطين".
واوضح ان هؤلاء العناصر سينقلون الى قاعدة عسكرية في وسط البلاد فيما يتم تفحص اسلحتهم للتحقق مما اذا كانت استخدمت لارتكاب جرائم.
واضاف ان جهاز الدرك الجديد الخاص مدعوما من الجيش اصبح منذ الاثنين مسؤولا عن "مهام حفظ الامن العام" في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 140 الفا.
وكان الرئيس المكسيكي اكد في وقت سابق بعد الظهر ان المسؤولين عن خطف الطلاب سينالون عقابهم.
وقال في رسالة بثها التلفزيون مباشرة من القصر الرئاسي "لا مكان على الاطلاق في دولة القانون .. للافلات من العقاب".
واضاف بينيا نييتو ان ما جرى "مثير للسخط وأليم وغير مقبول" مؤكدا التزامه الكامل بكشف ملابسات القضية.
واضاف "انني اسف بصورة خاصة للعنف الذي استخدم ويؤسفني خصوصا ان تكون القضية تتعلق بطلاب شبان".
وفي المجموع اعتقلت السلطات 22 شرطيا من ايغوالا وهم متهمون بالتعاون مع عصابة اجرامية محلية معروفة باسم "غيريروس اونيدوس" بعد عملية اطلاق النار التي جرت في 26 ايلول/سبتمبر ضد حافلات تقل طلابا، وذلك لاسباب لا تزال مجهولة.
ومساء الاحد بدأت الشكوك المحيطة بمصير 43 طالبا مكسيكيا فقدوا في 29 ايلول/سبتمبر في ايغوالا تتبدد بشكل مأسوي مع اعتراف شخصين يعتقد انهما عضوان في عصابة "غيريروس اونيدوس" بقتل 17 منهم.
واعلن ايناكي بلانكو مدعي عام ولاية غيريرو خلال مؤتمر صحافي ان السلطات انتشلت 28 جثة حتى الان من المقبرة الجماعية التي اكتشفت السبت خارج مدينة ايغوالا حيث اختفى الطلاب، محذرا في الوقت نفسه من ان الامر سيستغرق اسبوعين على الاقل لتحديد ما اذا كانت هذه الجثث تعود للطلاب المفقودين.
والشبان ال43 طلاب في مدرسة ايوتزينابا قرب شيلباسينغو عاصمة ولاية غيريرو، وهي مدرسة معروفة بانها بؤرة احتجاجات، وتوجهوا في 29 ايلول/سبتمبر مع عشرات طلاب آخرين من المدرسة نفسها الى ايغوالا التي تبعد حوالى مئة كيلومتر عن مدرستهم لجمع تبرعات والتظاهر.
واستولوا بعد ذلك على ثلاث حافلات للنقل العام للعودة الى مدينتهم.
واطلق عناصر من الشرطة البلدية ومسلحون لم تعرف هوياتهم النار على تلك الحافلات مما اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، بينما قتل ثلاثة آخرون في حوادث اطلاق نار وقعت في مساء اليوم نفسه. ولم تعرف بعدها اية اخبار عن الطلاب ال43.
واكد شهود انهم رأوا عشرات الطلاب يتم اقتيادهم في سيارات الشرطة بعد ذلك الى وجهة غير معروفة.
وبحسب السلطات المحلية فقد اعترف اثنان من الموقوفين يشتبه بانهم من عناصر عصابة "غيريروس اونيدوس" بانهما قتلا 17 من الطلاب المفقودين.
وعثر على 28 جثة في مقبرة جماعية قرب ايغوالا.
وقال المدعي العام اينياكي بلانكو ان القاتلين اعترفا بانهما انزلا الطلاب من احدى الحافلات "واقتادا 17 منهم الى اعلى هضبة بويبلو فييخو (تابعة لمنطقة ايغوالا) حيث لديهما حفر سرية وهناك قاما بقتلهم بحسب ما قالا".
واوضح انه "في الحفر التي تم رصدها في بويبلو فييخو وضعت طبقة من الاغصان والجذوع صفت عليها جثث الضحايا التي رشوها بمادة قابلة للاشتعال".
وسيشارك اخصائيون ارجنتينيون في اعمال التعرف على هويات الجثث. ووافق ممثلون عن المدرسة ايضا على المشاركة في الاعمال.
لكن المدعي العام حذر بان هذه الاعمال قد تستغرق وقتا وقال ان "الاختصاصيين يرجحون ان تتراوح العملية .. بين 15 يوما وشهرين".
ولا يزال اقرباء المفقودين يعتبرون انهم على قيد الحياة وقال مانويل مارتينيز المتحدث باسم لجنة الاهالي معلقا على العثور على الجثث في الحفر "لن نصدق بانهم اطفالنا"، متحدثا خلال مؤتمر صحافي عقد داخل المدرسة.
من جهتها قالت والدة احد الطلاب المفقودين ان مشاركة الحكومة الفدرالية في التحقيق "ليست خدمة تسديها لنا، بل من واجبها ان تعيد لنا اطفالنا على قيد الحياة باسرع وقت ممكن".

وفي حال تاكد ان الجثث التي عثر عليها هي للطلاب المفقودين فسيشكل ذلك احد اسوأ المجازر في المكسيك منذ بدء الحرب التي اطلقت عام 2006 على مهربي المخدرات واوقعت اكثر من 80 الف قتيل.