الأربعاء  26 حزيران 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هجمة "السايبر" على أميركا مجرد بداية.. و"إسرائيل" بخطر!

2016-10-25 08:49:07 PM
هجمة
تعبيرية

 

الحدث - القدس

 

يعتبر هجوم "السايبر" الذي نفذ ضد مواقع إلكترونية في الولايات المتحدة وأوروبا، الجمعة الماضي، هو الهجوم الأوسع والأكثر تطوراً والأكثر طموحاً، هجوم لم يجرّب الغرب ما يضاهيه حتى اليوم. في العامين الأخيرين نُفذت هجمتان كبيرتان ضد بنى تحتية مدنية في أوكرانيا وتركيا، دون أن يعترف بهما علناً، وقد اتهمت روسيا بالوقوف وراءهما؛ نظراً لتوتر العلاقات الروسية التركية والأوكرانية في حينه.

 

في هذا السياق، قال المحلل السياسي والعسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، إن الإدارة الأمريكية وخبراء التقنية الذين تصدروا وسائل الإعلام لم يوجهوا إصبع الاتهام تجاه أي مسؤول محتمل عن الهجوم. هذا الهجوم الذي بيّن القدرات عالية المستوى والمجهود المبذول للاستعداد والتجهيز.

 

ظاهرياً، برأي هارئيل، يمكن القول إن المتهم المباشر هو روسيا التي اتهمت في الأشهر الأخير بوقوفها وراء عدد من هجمات القرصنة على حواسيب مسؤولين كبار في الحزب الديمقراطي الأمريكي، وبتسريبات موقع ويكيليس والدعم غير المباشر لدونالد ترامب، المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية.

 

الأمن الإلكتروني لإسرائيل كيف نشأ وكيف يتطور؟

 

وفي الأسبوع الأخير لمّح نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى أن أميركا ستدرس إمكانية تنفيذ هجوم مضاد ضد روسيا إذا استمرت الأخيرة بهجمات سايبر ضد أمريكا. وعلى ضوء ذلك تحديداً، من المحتمل أن تكون الخطوة الروسية الواسعة هذه مقامرة خطيرة للغاية، قد تضع موسكو في موقف مختلف عن الذي خططت له. وهنا يؤكد هارئيل أن موسكو "محترفة غالباً في التقدم نحو الحدّ النهائي (أي محاذاة الخطوط الحمراء)، لكنها غير متخصصة بالهجمات الانتحارية"، بمعنى أنها قد تفشل إن اندلعت حرب إلكترونية ضدها.

 

ويضيف الكاتب أن حجم الضرر الفعلي الذي تسببت به الهجمة، على ما يبدو، ليس كبيراً بشكل استثنائي. فلم تُدمَر أي شركة أمريكية نتيجة للهجمة ولم تتوقف كلياً عن العمل، هذا على الرغم من توقف مواقع إلكترونية عن العمل عدة ساعات.

 

إلى جانب ذلك، لا تعتبر طريقة الهجوم عبر (DDos) جديدة؛ فهي الطريقة المفضلة بحسب مقياس الفائدة مقابل التكلفة، فبعد ضرب البنى التحتية المدنية بهذه الطريقة لا يتمكن الطرف الآخر من صد الهجمة بشكل كامل؛ ممّا يعطل تماماً الدخول إلى شبكة الإنترنت.

 

إن نجاح الهجمة، بحسب خبراء أمن إلكتروني إسرائيليين، متعلقة بتجنيد عدد كاف من المهاجمين وبالاعتماد على "إنترنت الأشياء"؛ أي على أجهزة غير الحواسيب، لتنفيذ الهجوم. فغالبية الأجهزة الأمنية المدنية تستطيع تشخيص نظم الحواسيب التابعة للدول التي تشكل خطورة عليها، مثل إيران، وعليه أدخلت هذه الحواسيب لقائمة "سوداء" ممّا يسهل تشخصيها وصد الهجمات من قبلها.

 

لكن كاميرات الأمن والثلاجات غير مشمولة في القائمة السوداء هذه، وفي الوقت نفسه أصبحت أجهزة ذكية يمكن توظيفها لتنفيذ هجمات. بناء على ذلك لم يكن من المتوقع حتى اليوم تنفيذ هجمات عن طريقها. بعد الهجمة، من المحتمل أن تقوم الشركات المرتبطة بهذا المجال بمراجعة مدى تعرضها للهجوم من أجهزة مختلفة متصلة بالإنترنت.

 

من وجهة النظر الإسرائيلية، يمكن أن تتكرر هذه الهجمة في المستقبل إذ إن هناك دولاً معادية وهناك مصالح لها بالهجوم على الاحتلال. وهنا يذكر هارئيل أن البنية التحتية الخاصة بمنظومة الحاسوب العسكرية والأمنية بدولة الاحتلال تعتبر محمية إلى حد ما، وهي غير مرتبطة بشكل كبير بسوق النظم الإلكترونية المدنية؛ وهذا ما يصعب إلحاق الضرر بها.

 

بالمقابل، لا تزال البنى التحتية المدنية معرضة بشكل كبير للتضرر من الهجمات، على الرغم من التقدم الكبير في السنوات الأخيرة في مجال أمن السايبر الإسرائيلي. وبكل الأحوال، تعتبر الأحداث الأخيرة مجرد مثال على ما سيحصل في المستقبل القريب.

 

فعلى المدى القصير، يجب أن نرى إن كانت روسيا أو قراصنة يعملون لحسابها سيقومون بتنفيذ هجمات جديدة لتعطيل الانتخابات الأمريكية في 8 تشرين الثاني بطريقة أو بأخرى. وعلى المدى الأبعد، ستكون هجمات السايبر جزءاً لا يتجزأ من أي صراع مستقبلي بين الدول ذات القدرات التكنولوجية المناسبة. فكما أن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال تقومان بتطوير قدراتهما على تنفيذ الهجمات الإلكترونية، فهما على دراية بوجود احتمال كبير بأن تكون الدول المعادية لهما تستعد لذلك أيضاً.