الحدث - هآرتس
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مقالا تناولت فيه "عزلة" رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مشيرة إلى أنه بدأ العد التنازلي لانتهاء حكمه في الضفة الغربية.
وتحت عنوان "عزلة عباس تزداد"، كتب الخبير الأمني الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، الجمعة، أن "عملية الانهيار البطيئة وإنهاء حكم عباس تتواصل، والأمر أصبح حقيقة واقعة من قبل جميع من لهم صلة"، وفق قوله.
ووصف هرئيل هذه الأيام التي تشهد عزلة لعباس بأنها "أيام صامتة لحكمه"، موضحا أنه يواجه أصواتا منددة داخل حركة فتح، بالإضافة إلى حماس أيضا، حتى إنه يواجه في الآونة الأخيرة تآمرا واضحا من الدول العربية".
وقال في المقال الذي إن "عزلة عباس المتزايدة تزيد من التوتر الداخلي في رام الله، ويحتمل أن يؤثر ذلك على الاستقرار الداخلي في المناطق وعلى العلاقة المتوترة مع إسرائيل".
وفي معرض تناوله للأمر، قال هرئيل إن التحدي الأصعب لعباس هو التهديد الداخلي، من أحد قادة فتح، محمد دحلان.
صراع دحلان- عباس
وأضاف أن عباس لا يخفي الاحتقار الشخصي لدحلان، مضيفا أن "الهوس في مكتب الرئيس تجاه دحلان كبير. ولكن يبدو أن لذلك أساس، وخصوصا الآن. وقد أدى التنافس بينهما في هذا الأسبوع إلى مظاهرات عنيفة في مخيمات اللاجئين في جنين، وبلاطة في نابلس، والأمعري في رام الله".
وقال إن الخلفية ترتبط هذه المرة باحتفالين قام دحلان بتنظيمهما بغطاء أكاديمي في مصر وبمشاركة مئات النشطاء؛ أحدهما تم في القاهرة بالتعاون مع معهد الأبحاث قرب صحيفة "الأهرام" وتناول المشكلة السياسية الفلسطينية، لكن قيادة السلطة رأت فيه وبحق، استعراض عضلات استفزازي من دحلان وبغطاء مصري.
وعن خلاف عباس ودحلان، لفت هرئيل إلى أن الأخير "يلامس النقطة الحساسة بالنسبة لعباس، وهي: حجم شرعية الرئيس ممثلا للشعب الفلسطيني. فمنذ أكثر من عقد لم تتم في المناطق انتخابات للرئاسة أو للبرلمان".
ويتحدث عباس مؤخرا عن إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، لكن هذا الوعد لم ينفذ أيضا من قبل ياسر عرفات، الأمر الذي سيكون مقرونا أيضا بمشاركة الفلسطينيين في الشتات في الدول العربية المختلفة.
ووصف هرئيل تصريحات عباس حول هذا الشان بأنها "تبدو غير واقعية" خصوصا على ضوء فشل السلطة الفلسطينية في إجراء الانتخابات للمجالس في المناطق التي كان من المفروض أن تتم في هذا الشهر، لكنها تأجلت إلى إشعار آخر.
ولفت إلى أن محيط عباس يشتبه وبحق بأن دحلان يريد أن يعزز مكانته مرشحا سريا للرباعية العربية، التي تتشكل من السعودية ومصر والأردن ودولة الإمارات.
وتدفع الرباعية ذاتها بأن يكون ناصر القدوة وريثا للرئيس، وهو ابن أخت عرفات وسفير سابق في الأمم المتحدة، ولكن دحلان يحاول أن يكون من ضمن الثلاثة أو الأربعة للقيادة المستقبلية على طريق تسلق مرحلة أخرى في السلم.
وأشار إلى أن مصر لا تخفي تأييدها لدحلان. والممثلون المصريون يتحدثون عن ذلك بشكل علني في المحادثات مع الإسرائيليين.
وفي رام الله اشتباه بأن الإعلان السعودي في هذا الأسبوع حول تجميد أموال السلطة يتعلق بهذا الأمر.
وفي الوقت ذاته، يصور دحلان نفسه على أنه الوحيد القادر من بين قادة فتح على الحديث بشكل مباشر مع حماس، رغم سمعته السيئة لدى حماس في السابق.
وفي هذا الأسبوع، سمحت حماس في غزة لزوجة دحلان جليلة بالدخول إلى القطاع، وإجراء نشاطات خيرية، وزعت خلالها مبالغ كبيرة من الأموال.
وبحسب هرئيل، فإن إسرائيل لن تتخذ إجراء فاعلا، خصوصا عسكريا، في موضوع انتقال السلطة الفلسطينية، ولكنه أضاف بأنه يجب عليها الاستعداد لسيناريوهات مختلفة، منها صراع فلسطيني عنيف على وراثة عباس.
وختم قائلا إنه: "بات واضحا أن عباس يعيش في الوقت الضائع، وقد بدأ العد التنازلي لانتهاء حكمه".