الحدث- علاء صبيحات
في وسط جنين عند التقاء شارعي الملك طلال - نابلس، هناك يقف معلَمان على يمين ويسار القادم من الجنوب باتجاه الغرب في وسط المدينة، دير اللاتين يمينا وسينما جنين يسارا، بنيا من الحجارة نفسها وما يزال دير اللاتين شامخا بجماله، في حين أن سينما جنين بيعت.
مفاجئٌ ذلك الخبر عندما ترى أن بناء عُمّر في عام ثمانية وخمسين وتسعمئة وألف، على يد أقدم أربع عائلات في جنين وهم عائلة الاسير، وعائلة نفاع وعائلة وارشيد وعائلة خلف، لتتوارثها أسرهم فيما بعد، نابضة بالحياة حتى تم إغلاقها مطلع الإنتفاضة الأولى، ليعيد المخرج الألماني، ماركوس فيتر عام الفين وعشر ترميمها ومن ثم افتتاحها.
لقد بيعت!
وتقول رئيسة دائرة العلاقات العامة وأحد ملاك السينما، ميساء الأسير، أن السينما بيعت لتاجر من جنين قبل أقل من اربع وعشرين ساعة، حيث دفع القسم الأول من ثمنها غير المعلن، واشترط مالكها الجديد أن يتم إخلائها مطلع الشهر القادم، ليباشر هدمها وإقامة مجمع تجاري مكانها.
وتضيف الأسير بحرقة، كان من المفترض أن يعرض فيلم "عساف"، في الحادي والثلاثين من هذا الشهر، أمام نادي النساء المسنات من الناصرة، وعلى ما يبدو على حد تعبيرها، أن هذا العرض سيُمنع، لرغبة مالك السينما بإخلائها خلال المدة المتفق عليها.
لماذا؟
وعن سبب البيع تضيف الأسير، إن ملّاك السينما السابقين ليس عليهم لوم، خاصة أن السينما لم تكن مربحة تجاريا كونها مركزا ثقافيا، بالإضافة إلى ان موقع السينما الإستراتيجي في أكثر منطقة حيوية في جنين، يجعل من ثمن أرضها مبلغا خياليا.
وتضيف الأسير، اللوم على السلطة الوطنية الفلسطينية، لعدم اهتمامها بهذا الصرح الثقافي، حيث أنه تم الاتصال أكثر من مرة مع أكثر من شخص ذا سلطة، ولم نرى أي مؤشرات لإنقاذ السينما من خطر الهدم، علما أن ملّاكها يقبلون بيعها بأقل من السعر المدفوع من التاجر،على أن يكون الشاري السلطة الفلسطينة، رغبة منهم في انقاذ هكذا صرح.