الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث"| حزب التحرير يوجه رسالة لوزارة التربية والتعليم

2016-11-02 01:28:43 PM
متابعة
من الأرشيف

 

الحدث- رام الله

خاطب حزب التحرير وزارة التربية والتعليم قائلا: "كفوا أيديكم عن أبنائنا"، جاء ذلك ضمن بيان أصدره الحزب ونشره عبر صفحته الإلكترونية في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، وذلك حول التغييرات التي قامت بها الوزارة على المنهاج الفلسطيني.

 

واتهم البيان وزارة التربية والتعليم بارتكاب الجرائم بحق الطلاب الفلسطينيين من خلال مناهجها، وقال البيان الذي اطلعت "الحدث" على نسخة منه أن وزارة التربية والتعليم، والتي كانت رافضة للانصياع لطلب أميركي إسرائيلي بتغيير المنهاج الفلسطيني، هي من قامت هذا العام بطرح مناهج جديدة تعزز الفكر العلماني، وتبتعد عن الشريعة الإسلامية.

 

وأشار البيان إلى أن السلطة الفلسطينية ومن خلال مناهجها الجديدة قد عززت مفاهيم الاستسلام والتنازل عن الحقوق، وذلك عبر تهميشها "للجهاد" والسعي للتحرير.

 

وفيما يلي نص البيان ومصدره

 

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب مفتوح من حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين إلى السلطة الفلسطينية:

كفّوا أيديكم عن أبنائنا!

ما فتئ وزير التربية والتعليم في سلطتكم يردد عبارات رفض ضغوطات أمريكا ويهود لتغيير المناهج الدراسية بقوله: "كل المحاولات والضغوطات الخارجية التي تجري على السلطة والقيادة الفلسطينية، لن تُثمر عن إحداث أي تغيير في المناهج التعليمية، وستفشل كل المحاولات لحرف البوصلة التعليمية عن مسارها الصحيح"، وذلك ردا على ما قاله جون كيري في كانون الأول 2015م إذ دعا لإجراء تعديلات جوهرية على المناهج الفلسطينية، تحت ذريعة أنها تزرع العنف والحقد وتضر بدولة يهود وأمنها. والعجب أنّكمبعد أن رفضتم بألسنتكم تلك الضغوط سرعان ما نكستم رؤوسكم وانحدرتم في واد سحيق من الذل والهوان والتنازلات، فما أن حَلّ العام الجديد حتى وجدنا المناهج قد تغيّرت انصياعاً للإرادة الأمريكية، فلم تكتفوا بالموبقات التي اقترفتموها في المناهج القديمة والتي كنا قد أصدرنا فيها كتاباً عام 2004م، وكأنّ أسيادكم وجدوا فيها بقية من شيء يُبقي على آثار من ديننا وقيمنا، فأقبلتم تخرّبون وتغيّرون بما يتفق مع برامج أعداء الإسلام الذين يريدون إقصاء الإسلام ومفاهيمه ليس من حياة المسلمين فحسب بل ومن العقول والقلوب،﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾.

ونظرة خاطفة إلى المناهج الجديدة تُري أن ما من جريمة فيها إلا هي أكبر من أختها، فقد ركزت التغييرات في المناهج على ترسيخ العلمانية وإبعاد العقيدة الإسلامية وطمس مفاهيمها، وتجاهلت أخوة الإسلام التي جعلت من المسلمين أمة واحدة، وحرصت على مساواة الإسلام بالأديان الأخرى.

لقد حرصت المناهج على مساواة الإسلام بالنصرانية، أي مساواة دين التوحيد بدين الكفر والتثليث، والله تعالى يقول: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾، وأنَّى لمسلم أن يطلب من طالب في الصف الثالث أن يلوّن كنيسة؟! والتي تكاد تذكر في كتبكم أكثر من المسجد، ثم إنكم جئتم شيئاً إداً إذ ساويتم بين السجود لله الواحد الأحد والسجود للصليب بصورة صبي يذهب ليصلي في المسجد وفتاة إلى الكنيسة، (كتاب التنشئة الوطنية الصف الثالث ص92)، وأزعجكم أو أزعج أولياءكم عبارة الإسلام هو الدين الحق فحذفتموها من شرح سورة الكافرون، (التربية الإسلامية الصف الثاني)، ولم تتحملوا شرح معنى الذين كفروا من أهل الكتاب بأنهم اليهود والنصارى في سورة البيّنة فحذفتم الشرح...(التربية الإسلامية الصف الرابع).

أما لغة القرآن اللغة العربية فقد خَلَتْ كتب اللغة العربية من أية آية أو حديث، وحذفت سورة الفاتحة أمّ الكتاب من كتاب التربية الإسلامية للصف الأول ولا نعلم هل سيكون لها وجود في الفصل الثاني أم لا، وتعمّدت المناهج أن تربط الفضائل والأخلاق الكريمة بالمواطنة وحقوق الإنسان وباعدت بينها وبين قول الله سبحانه وقول رسولهصلى الله عليه وسلم، وغيبت رموز الإسلام من الكتب كخالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي، لتستبدل درساً بعنوان ذكاء قائد يتحدث عن خالد بن الوليد ومعركة مؤتة وتضع مكانه درساً بعنوان ذكاء فأرة! (اللغة العربية الصف الثالث).

وبعد أن أسّستم سلطتكم على التنازل والتفريط بمعظم فلسطين، أردتم أن تمحوا من أذهان أبنائنا واجب تحريرها وإعادتها كما كانت أرضاً إسلامية خراجية ملكاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فهذه مناهجكم تقدّسُ عَلَمَاً رسمه سايكس الإنجليزي وبيكو الفرنسي، وتحتفي باستقلال مزعوم لدولة إفك لا وجود لها إلا في خيالاتكم، ثم تدرّسون أبناءنا عن هذه الدولة المزعومة وتدلّلون على وجودها بالقدس عاصمة لها وأنتم لا تستطيعون الوصول إليها إلا بإذن من يهود، ورئيس لها لا يملك الحركة إلا بإذن يهود، وأجهزة أمن تربّت على يد دايتون لحماية كيان يهود، وحتى سفركم فبجوازات خِتمُ الدخول والخروج عليها ليهود، فأي عبث وتشويه لعقول أبنائنا تنشدون؟!.

هذا غيض من فيض الإجرام الذي تضمنته مناهجكم التي لمّا تكشفوا عن بقيتها، وجريمتكم بحق أبنائنا وحربكم على قيم الإسلام لم تقف عند حد المناهج رغم فظاعتها، بل أتبعتموها بما هو أخطر تحت مسمّى النشاطات اللامنهجية، التي فتحتم بموجبها مدارسنا للبنوك الربوية ولكل الجمعيات والمؤسسات الممولة من الكافر الذي يمقت ديننا وقيمنا ويريد أن ينقل فجوره وأوبئته إلينا، حتى أصبحت تلك الجهات المشبوهة تدخل إلى مدارسنا وتبث فيها سموم الديمقراطية والعلمانية والحلول الاستسلامية، وتدمر الأخلاق والقيم والعفة عند أبنائنا وبناتنا بنشاطات تدعو إلى الاختلاط، ونشر مواد تتضمن ألفاظاً ورسوماً وشروحاً تتعلق بالجنس والتحرش الجنسي، مما يخجل الرجل أن يذكره أمام زوجه، وهي تأتي في سياق تصوير مجتمعاتنا بأنها مغمورة برذيلة خفية، وتعمل أيضاً على تذليل العقبات وتسويق الرذيلة أمام أبنائنا وبناتنا.

ثم إنكم لم تقتصروا على هذه النشاطات في المدارس، بل فتحتم أبواب الجامعات للحفلات المختلطة والفرق الماجنة حتى تُمعنوا في إفساد أبنائنا، ومنها الحفلات التي رعتها شركة جوال في الأيام الأخيرة لفرقة تغني كُفراً تُحيّي فيه البوذية، ناهيك عن المجون والاختلاط الذي رافقها، كل هذا يحدث بدعوى الدعم المالي، ولسان حالكم يقول للناس: نحن نبيع أبناءكم وأعراضكم لمن يدفع!

أيها الغافلون في السلطة الفلسطينية:

﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾... وإن من أشراط الساعة وضياع الأمانة أن يتولى أمثالكم قضية فلسطين وأن يقرروا مصير أبنائها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: «إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ» رواه البخاري، ولكن اعلموا أن في الأرض المباركة رجالاً أخياراً أبراراً بشّر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرين على الحق يقفون في وجه منكراتكم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ» رواه مسلم، وهم يعملون مع إخوانٍ لهم في بلاد المسلمين لإقامة دين الله في الأرض وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، يعملون لتحريك جيوش المسلمين وقيادتها لتحرير الأرض المقدسة وتطهيرها من رجس يهود وتخليصها من فسادكم وجوركم، ونحن على موعد مع نصر الله ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾.

إنّ أبناءنا بحاجة إلى رجال أخيار ينفثون فيهم العزة، ومناهج تعليم تبني فيهم قيم الإسلام وترفع من شأن دينهم وعقيدتهم، وترتقي بهم في دروب العلم والمعرفة في كل مجالات الحياة، لينطلقوا حاملين دعوة الخير إلى الناس كافة محققين الشهادة على الناس ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾...

إن أبناءنا بحاجة إلى سياسة تعليم ومناهج قائمة على أساس عقيدة"لا إله إلا الله محمد رسول الله"، تعلمهم حبّ الله وحبّ رسوله والجهاد في سبيل الله، وتغرس فيهم الشوق لرضوان الله وجنّته، والخوف من سخطه وعذابه، وفيها من علوم الدنيا ما يضعهم في موقع الصدارة من الأمم، والذرى من القمم.

وفي الختام:نحن نعلم أن كتابنا هذا سيملأ قلوب أكابر المجرمين غيظاً لأنهم سادرون في غيهم، غافلون عن ذكر الله ووجوب طاعته، غافلون عن عظيم بطشه وأليم عقابه وعذابه، فقد استحلّوا التنازل عن الأرض المقدسة ليهود، ورضوا لأنفسهم أن يكونوا أذلاء عند أمريكا ويهود وغيرهم، وناصبوا الإسلام العداء، ونشروا الرذيلة بين الناس، ولكن نقول لهؤلاء المجرمين إنّ الإسلام الذي في صدور المسلمين والغضب المتنامي في قلوب المؤمنين تجاه جرائمكم هو ما نعوّل عليه، وإذا كنتم تظنون أن أمريكا ويهود سيحمونكم من غضب الأمة أو يوفرون لكم الغطاء فأنتم واهمون، فأمريكا لم تغنِ عن مبارك شيئاً وهو من أكثر عملائها إخلاصاً لها، وفوق هذا فإن أمريكا وكل حكام الطاغوت إلى زوال عمّا قريب بإذن الله، فهذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، فارعووا وكفوا أيديكم عن أبنائنا وعن قضية فلسطين إن كنتم تعقلون...

وننهي كتابنا هذا بقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ * يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾