الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بداية حمراء للموسم الأخضر

2014-10-08 02:22:34 PM
 بداية حمراء للموسم الأخضر
صورة ارشيفية
 
الحدث - جميل عليان
سال دم محمود رجا فوق المفارش التي أعدها لجمع ثمار الزيتون.. فالرجل الذي كان يقطف هو وعائلته الثمار تعرض للرجم بالحجارة من قبل مستوطنين على أطراف قرية بورين قرب نابلس.
ولم يكد الفلسطينيون يفتتحون الموسم الأخضر، حتى بدأت هجمات المستوطنين، تتوالى على الحقول جنوب محافظة نابلس بالضفة الغربية.
وهاجم مستوطنون متطرفون خلال الساعات الـ 48 من بدء الفلسطينيين بقطف الزيتون بعض الحقول وسرقوا ثمارها. واستغلت الكثير من العائلات إجازة العيد لانجاز جزء من القطاف.
ذاته رجا كان يعمل هو وعائلته في حقل زيتون ليس بعيدا عن القرية التي تعرضت خلال السنوات الماضية لسلسلة هجمات من المستوطنين الذين يسكنون في مستوطنات مقامة في أعالي جبال نابلس الجنوبية.
ومثل كل مرة، غالبا ما تتعرض الحقول الأقرب للمستوطنات لهجمات في ساعات المساء.. فعندما هاجم نحو خمسة مستوطنين رجا كانت الشمس تنأى بنفسها عن آخر النهار وراء الجبال.
وانطلقوا كما أشارت منظمات حقوقية من مستوطنة "جفعات رونين" وهي واحدة من عدة مستوطنات تعتبر حصنا لراديكاليين يهود ينفذون اعتداءات ممنهجة ضد الفلسطينيين.
وموسم الزيتون واحد من أهم مواسم العمل الزراعي العائلي في الأراضي الفلسطينية، حيث تشارك قرى كاملة قطف الثمار وجمعها.
لكن خلال العقد الأخير شهد الموسم هجمات دامية نفذها المستوطنون ضد القاطفين.
وأصيب رجا بحجر في ساقه، قبل أن يقوم أهالي القرية ونشطاء في منظمات حقوقية بعضها إسرائيلية بمنع المستوطنين من التقدم أكثر نحوه.
وقال عاملون في منظمات إسرائيلية، إن بداية الموسم كانت صعبة. وقال منير قادوس الذي يعمل مراقبا في منظمة "ييش دين الاسرائيلية" بعد ساعة من ضرب رجا بالحجارة" بدؤوا بالهجوم هذا الموسم مبكرا".
يردد المعنى ذاته مراقبون آخرون في مؤسسات تنشط في الضفة الغربية.
وقال قادوس "ضربوه بحجر كبير على ساقه (....) الكل شاهدهم". وغالبا ما يتحرك المستوطنون عبر جماعات بعضها مزود بأسلحة رشاشة، وهراوات خشبية وحديدية.
وخلال الساعات الماضية، أعلن مسؤولون فلسطينيون عن عدة هجمات طالت الحقول وأدت إلى خراب فيها. وفي الساعات الأولى من صبيحة اليوم التالي لعيد الأضحى، اكتشف مزارعون من قرية ياسوف التي تقع بين محافظتي نابلس وسلفيت قيام المستوطنين بتقطيع العشرات من أشجار الزيتون الحاملة للثمار.
وقال مسؤول في محافظة نابلس "واضح أنهم يريدون تخريب كل شي"، وهو بذلك يشير إلى عمليات التخريب الواسعة في بعض الحقول الواقعة في ريف نابلس الجنوبي.
وظهر حقل زيتون على أطراف ياسوف، وقد قطعت فيه سيقان الأشجار من أدنى نقطة قريبة من الجذور.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لمراسل "الحدث"، "قطعوا خلال اليومين أكثر من 120 شجرة، هناك تخريب في أربع قرى قريبة من نابلس".
وخسر الفلسطينيون خلال السنوات الخمس الماضية حقولا واسعة مزروعة بأشجار زيتون، بعضها تم تقطيعها والبعض الآخر تعرض للحرق في أشهر الصيف.
وتعتمد عائلات كثيرة في الأرياف الفلسطينية على العمل في الزيتون كرافد أساس للاقتصاد الأسري.
ويستهلك الفلسطينيون محليا 13-14 ألف طن سنويا، بمعدل 3 كيلو للفرد الواحد فيما تقدر الصادرات السنوية للدول العربية وإسرائيل من زيت الزيتون بحوالي 4 آلاف طن.
ويشكل زيت الزيتون من الناتج الزراعي 15%، فيما يشكل القطاع الزراعي 6% من الناتج القومي الفلسطيني، وبذلك يشكل زيت الزيتون أقل من 1% من نسبة الناتج المحلي الإجمالي.
ويمكن أن تشهد قرى كاملة خلو كثير من منازلها من ساكنيها خلال النهار، بسبب انشغالهم في هذا الموسم. وتظهر على امتداد الطرق الداخلية بين القرى جنوب نابلس، عائلات كاملة تعمل في القطاف الذي قد يستمر في المواسم الغزيرة إلى منتصف كانون الاول.
وغالبا ما تحدد وزارة الزراعة موعدا للقطاف في كل منطقة على حدة، لكن كثير من العائلات لا تلتزم بهذا الموسم، فتعمل على تبكير العمل.
وغالبا ما يصار إلى إجراء تنسيق مع الجانب الإسرائيلي للسماح للعائلات للوصول لأراضيهم التي تقع خلف الجدار أو تلك القريبة من سياج المستوطنات.
لكن المستوطنين غالبا يعترضون طريق القاطفين عندما يتوجهون إلى حقولهم القريبة من المستوطنات.
وقال دغلس "أجربنا تنسيق لدخول رجا إلى أرضه، والجيش الإسرائيلي تواجد بكثافة بالمنطقة وشاهد المستوطنين وهم يهاجمون الفلاحين".
يؤكد الأمر ذاته زكريا السدة مسؤول العمليات الميدانية في منظمة حاخامين لحقوق الإنسان، وهي منظمة أعضاؤها مجموعة من الحاخامات الذين ينشطون في التطوع والعمل الحقوقي.
وقال السدة "رغم أن مستوى الهجمات هذا العام أقل من العام الماضي، إلا أن هناك خوف من تصعيدها".
وأضاف "الكل يرى ما يقوم به المستوطنون؛ الجيش والشرطة الإسرائيلية لا يحركون ساكنا. عندما هاجموا رجا كان الجيش يراقب من مكان قريب".