الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص"الحدث"| أنا لست رئيساً.. ويشبهونني بـالراحل أبو عمار

2016-11-10 12:24:23 PM
خاص
ياسر عرفات وسميرات

 

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

" شفنا أبو عمار، والله أبو عمار"، هنا كانت أصل الحكاية، حينما فتحت أبواب السيارات و"الفوردات" فجأة، وخرج الركاب مسرعين لالتقاط صور على جانبي الطريق في منطقة سُردا، شمال مدينة رام الله، وحينها صرخ أحدهم بصوت قوي، وبدهشة واستغراب "أبو عمار رجع"!. 

 

قد يتوقف البعض للحظات، وحتى دقائق، عند شراء الزيتون من أمام حسبة رام الله، حينها تجذبك عيناه قبل أن يجذبك سعر الزيتون، ويصحبك البائع سالم سميرات "63 عاماً" إلى العام 1982، حينما كان الرئيس الفلسطيني الراحل  محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، والملقب حركياً بـ "أبو عمار"، متواجداً في لبنان، ويترأس القيادة الفلسطينية، وكان يظهر بلحيه يعلوها البياض، وقد تشابهت لحيته، بمن لُقّب باسمه بعد رحيله في الحادي عشر من نوفمبر من العام 2004.

 

التصق لقب "أبو عمار" ببائع الخضروات والفواكة في حسبة رام الله سالم سميرات، حينما اعتمر الكوفية التي وهبها له والده، وارتدى البدلة الرسمية الخضراء، بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات، بمدة تقارب 39 يوماً.

 

وفي اليوم الأربعين من رحيل "أبو عمار" ظهر سميرات للعلن، وصدم البعض  لتشابه شكله الخارجي، وطريقة كلامه وحتى صوته، ونبرته التي تذكرك بالرئيس الراحل، حتى أنه كان يردد دائماً "لن يسقط الغصن الأخضرمن يدي".

 

"عيناي عيناه، ورأسي رأسه، والشيب شيبه، حتى أنني لا أملك شعراً على الرأس، وهكذا كان الراحل أبو عمار"، هكذا تحدث سالم سميرات عن سبب منحه لقب شبيه أبوعمار.

 

وقال سميرات لـ "الحدث": "حركاتي، وطريقة المشي، وحتى كلامي، كلها إشارات تذكر العالم بأبو عمار، حتى أطفالي صُدمو للمرة الأولى عندما شاهدوني أردتي الكوفية، واللباس الرسمي الذي يشبه لباس "أبو عمار" وصفقوا حينها كثيراً وصرخوا : بابا أبو عمار".

 

وأضاف: "أحد المسؤولين في الصين قال لي : أنت تشبه ياسر عرفات وبمظهره الخارجي الذي يعود لعام 1982، حينما كان يتواجد في بيروت، ولكنك أطول منه قامة".

 

وحينما تحدث عن ذكريات الطفولة قال سميرات: "أتذكر منذ الصغر، كنت أحفظ صوت الرئيس ياسر عرفات وأردده، واستمع لخطاباته الرنانة عبر الراديو، ولم أعلم مظهره الخارجي، حتى كبرت، وأصبح البعض يشبهونني به، ويلقبونني بـأبي عمار".

 

وتابع: "أذكر عندما تم استضافتي في لبنان، أنَّ إحدى العائلات الفلسطينية المتواجدة في مخيم عين الحلوة، حضرت خصصياً لرؤيتي، والتقط أفرادها الصور وكأنني أذكرهم بالرئيس الراحل. وفي الأردن أيضاً تم الترحيب بي في المطار وحملت على الأكتاف، وهذا يدل على محبة الرئيس الراحل، وبأنَّ القضية لم تمت بعد رحيله، فهي مستمرة بروحه وعطائه الدائم".

 

 

أنا مش رئيس

 

"أنا لا أطمح بأن يكون لي منصب رئاسي، فقط أنا مواطن متواضع يدعم السلام" قال البائع سالم سميرات.

 

وعند الحديث عن حبه للرئيس الراحل ياسر عرفات قال لـ "الحدث" : "رفضت مقابلة الرئيس الراحل ياسر عرفات مقابل مبلغ مالي عرضه عليَّ أحد القادة، حيث قال لي: سيقدم أبو عمار لك الأموال، وسيضعك في منصب عريق، ولكني رفضت.. وبعدها توفي أبو عمار، ومات ولم أره".

 

قد تتلاعب بنا الظروف، وقد تتصادف ظروفنا بمن نحبهم أحياناً، والظروف الاقتصادية لسميرات، هي مشابه لظروف عاشها الرئيس الراحل "ياسر عرفات"، ولكن بشكل واقعي آخر، فعندما تخطو قدما سميرات المنزل؛ تنطفئ الأنوار أحياناً، وتشعل الشمعة بمواجهة أمام صورة الرئيس أبو عمار المتواجدة في إحدى زوايا المنزل.

 

وهنا قد نعود للزمن قليلاً، أي عام 2003، حينما حوصر الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقره بالمقاطعة في مدينة رام الله من قبل الجيش الإسرائيلي، حينها انطفأت الأنوار، وغابت روحه، في نهاية عام 2004، ودخل في غيبوبة وفارق الحياة في العاصمة باريس، دون معرفة الأسباب حتى هذه اللحظة.

 

 

 من الداخل المحتل إلى حسبة رام الله

 

قال سميرات: "كنت أعمل في الأعمال المهنية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وانتقلت للعمل كبائع للخضروات بعد أن تعرض ابني للضرب من الإسرائيليين عام 1996، حيث كان يعمل في مدينة الرملة المحتلة، وكي أحمي حياة أطفالي انتقلت للعمل في حسبة رام الله، وحينها أصبح الزبائن وحتى البائعين يلقبونني بـ (أبو عمار)".

 

هذا ما كان يسعى الرئيس الراحل لتحقيقه، وهو ضمان حماية أشبال وأطفال فلسطين حسب ما ذكر سميرات، وقال بصوته الذي يطابق صوت الراحل أبو عمار، مقولة كان يرددها الآخير دائماً وحفظها الصغار قبل الكبار: سيرفع شبل من أشبال فلسطين، أو زهرة من زهرات فلسطين، علم فلسطين، فوق أسوار القدس، ومآذن القدس، وكنائس القدس..".