الحدث - وكالات
قال أسامة حمدان مسؤول العلاقات الخارجية في حركة حماس أن الاتصالات بين حماس ومصر لا تزال قائمة، مؤكدا على وجود بعض الانفراجات حدثت في الآونة الأخيرة في موضوع معبر رفح، لكن ليس واضحا ما إذا كانت تلك الانفراجات دائمة أم أنها حالة مؤقتة.
وأضاف حمدان في حوار له مع موقع قناة الجزيرة القطرية الالكتروني اليوم الأحد:"لقد طرحنا رؤية واضحة فيما يتعلق بمعبر رفح تتمحور حول ثلاث نقاط: أولها أن يتم التعامل معه على أنه معبر عربي عربي، ولا بد أن يبقى مفتوحا بشكل دائم لصالح الشعبين الفلسطيني والمصري.
وأكد أن حركته طرحت أيضا من خلال هذه الرؤية إنشاء منطقة اقتصادية حرة في المعبر تسهل التبادل التجاري بين غزة ومصر، وتدفع الفلسطينيين إلى رفع مستوى تبادلهم التجاري مع أشقائهم العرب من خلال مصر، والتخلي تدريجيا عن التبادل الاقتصادي مع الاحتلال.
أما النقطة الثالثة فهي التفاهم الأمني لتجنب أي آثار سلبية لأي علاقة منفتحة بين الجانبين، يمكن أن تؤذي الأمن الفلسطيني أو المصري، متمنيا أن تتعافى مصر وأن يحقق شعبها ما يصبو إليه، وأن يستقر وضعها، وتعود لدورها الفاعل لصالح قضية فلسطين وقضايا الأمة.
وشدد حمدان على أن ما يجري في مصر يعكس نفسه على القضية الفلسطينية وعلى واقع قطاع غزة، وكنا دائما نقول إن الإغلاقات الطويلة، بل شبه الدائمة لا تخدم قضيتنا ولا تخدم الأمن القومي المصري، لأن غزة بصمودها في مواجهة الاحتلال إنما هي خط دفاع حقيقي عن الأمة وعن مصر بالذات.
وفي سياق آخر، استبعد حمدان، أن يكون لانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة تأثير على الحركة، مشيرا إلى أن "أميركا ليست قدرا وانتخاب ترامب سيؤثر أساسا على من يراهنون على الولايات المتحدة، ونحن لسنا منهم".
وفي موضوع آخر ذكر حمدان أن "المصالحة الفلسطينية متعثرة وهي دون ما كنا نتوقعه ونرجوه بعد اتفاق المصالحة بالقاهرة منذ سنوات".
ولفت إلى أنه رغم تأثير العوامل الخارجية السلبي على المصالحة، فإن هنالك عاملا داخليا له تأثيره السلبي هو الآخر، يتمثل في مواقف أبو مازن التي لا تبادر إلى تطبيق ما تم الاتفاق عليه، بل وأحيانا تعرقله.
وتابع حمدان: "لقد كان من جملة ما تم النص عليه في اتفاق المصالحة بالقاهرة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعادة تفعيل دور المجلس التشريعي، وتفعيل لجنة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم عقد مجلس وطني فلسطيني منتخب، لأن محطة الانتخابات في ذلك مهمة جدا داخل فلسطين وخارجها، مضيفا أن هذه الإجراءات كلها لا بد أن تصدر بمراسيم، لا يزال أبو مازن يمتنع عن إصدارها حتى الآن".
وكرر قائلا : "المصالحة متعثرة، لكن اجتماع الدوحة الأخير خرج بنتيجة نتمنى أن تكون مؤثرة إيجابا، حيث تم الاتفاق مع الجانب القطري على مواصلة مسعاه في دفع المصالحة إلى الأمام، بالتعاون مع الأطراف التي بذلت جهودا سابقة في المصالحة، ولا سيما الجانب المصري".
وفي موضوع الانتخابات البلدية أوضح حمدان أنه تم الاتفاق على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، وكان يفترض أن تجرى هذه الانتخابات بعد تشكيل الحكومة مباشرة، وبعد عام كامل من تشكيلها اقترحت الحكومة إجراء انتخابات بلدية، وهو اقتراح دون الحد الأدنى، لكننا رغم ذلك قبلنا به.
وأشار إلى أنه "عندما شعرت الحكومة أن رياح الانتخابات تجري في اتجاه غير الذي تريده، وأن فريقا غير الذي تسعى لفوزه هو الذي يمكن أن يفوز؛ قامت بتعطيلها بحجج لا معنى له، ولذلك رفضنا تأجيلها واعتبرنا القرار تلاعبا سياسيا بها وبالقضاء الذي استخدم لتعطيلها.
من المؤسف أن نضطر لقول هذا لكنه الواقع وتلك هي الحقيقية. "، وفق لقوله.
ومضى حمدان يقول:" أود أن أؤكد أن حركة حماس عندما اختارت الانتخابات والعمل الديمقراطي في البيئة الفلسطينية الداخلية، كان خيارها هذا استراتيجيا لا رجعة عنه، ولذلك سنظل مدافعين عن حق الشعب الفلسطيني في انتخاب ممثليه وقيادته، وسنظل متمسكين باحترام ما تفرزه صناديق الاقتراع، أيا كانت نتائجها.
وفيما يخص موضوع النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان، قال أسامة حمدان أنه لا يرى خيار ترشيحه أمرا مطروحا، ولا أعتقد أنه سيترشح، وأظن أن فكرة ترشيحه لنفسه غير واردة.
وأضاف حمدان أن "دحلان يدرك أن المزاج الفلسطيني بشكل عام يحتاج قائدا مقبولا من جميع أبناء الشعب الفلسطيني، وقائدا يدرك الواقع بعد تجربة عملية التسوية، ويؤمن بأن خيار الصمود والمقاومة هو الخيار الذي يجب أن يعتمد في مواجهة الاحتلال".