الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ملف الأخطاء الطبية | دعوى ضد وزير الصحة ..ابراهيم أقعد نتيجة تشخيص وإهمال طبي في طولكرم

2016-11-14 02:13:30 PM
ملف الأخطاء الطبية | دعوى ضد وزير الصحة ..ابراهيم أقعد نتيجة تشخيص وإهمال طبي في طولكرم
ابراهيم عبد الحليم

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

مسلسل آخر، تتوقف حلقاته عند رفض التحويلة الطبية، لسبب غير معلوم أحياناً، وأحيانا أخرى بحجة توفر العلاج في المستشفيات الفلسطينية ولا حاجة لمغادرة البلاد أو تلقي العلاج داخل المستشفيات الإسرائيلية.

 

كيف يكون الحال عندما يقوم أحد الأطباء في بعض المستشفيات الحكومية، بتشخيص بعض الحالات المرضية وبشكل خاطئ، ومن بينها الحالة الصحية لمريض السكري ابراهيم عبد الحليم (30) عاماً، والذي يقطن بلدة عنبتا التابعة لمدينة طولكرم.

 

 

خطأ في التشخيص الطبي كان كفيلاً بإحداث إعاقة لـ ابراهيم، ومنعه من الحركة، بعد أن كان يمارس حياته اليومية، حيث يعمل في مجال تقنية المعلومات (IT) في إحدى الشركات في مدينة رام الله، حسب ما ذكرت والدته سوسن عبد الحليم في اتصال هاتفي مع" الحدث".

 

"تزحلق" ودفع الثمن الغالي

 

في شهر أكتوبر من العام الماضي، وكيوم غير عادي، وقع ابراهيم وهو يسير في المطبخ، وهنا " تزحلق" ابراهيم كما ذكرت الوالدة، وبدأ وجع القدم يكبر، وحالته الصحية تسوء يوماً بعد يوم، بسبب الكسر الذي أصاب قدمه، وقد "عجز مستشفى طولكرم الحكومي وتحديداً الطبيب مأمون بدوي من تشخيص الحالة بشكل صحيح كما ذكرت" والدة ابراهيم.  

 

وبعد أن شخص الحالة، كان رد الطبيب بدوي حسب ما ذكرت الوالدة: "ما حدث لقدم ابراهيم، هو فقط تمزق عضلي، وحسب صورة الأشعة الظاهرة أمامي، فإنه تظهر نقطة من الدم، وهذه تختفي مع الأيام، لا سيما وأن الجسم يقوم بامتصاصها".

 

وقالت الوالدة عبد الحليم لـ "الحدث" وهي تبكي: "أشك أن الدكتور مأمون بدوي، هو طبيب مختص، لا سيما وأنه قام بتشخيص الحالة المرضية لإبني ابراهيم، وهو يجلس خلف المكتب، ولم يقترب لرؤية قدمه التي كانت منتفخة وحمراء، ولم يكن شكل قدمه طبيعي".

 

وفي الحديث الذي دار ما بين الوالدة والطبيب مأمون بدوي العامل في مستشفى طولكرم الحكومي، فقد أكد الطبيب بدوي بعدم إصابة القدم بالالتهابات، رغم أن ابراهيم يعاني من ضعف الوجع الذي كان يعانيه منذ بدء الإصابة، لاسيما وأن ابراهيم أصيب بالسكري وهو في عمر الثالثة عشر.

 

 

"ابني يذوب شيئا فشيئاً"

 

" لم أعد يا أمي أتحمل الوجع" هذه الجملة التي أثقلت كاهل سوسن عبد الحليم، ولم تعد قادرة على تحمل أنين ابنها ابراهيم، لاسميا وأن حالته الصحية تسوء، بعد أن شخصت حالته من قبل مستشفى الزكاة في طولكرم، حيث قيل للوالدة: "هناك كسر في قدم ابنك، كيف لم ينتبه له الأطباء، والكسر ظاهر في صورة الأشعة، والتي أخذت في مستشفى طولكرم الحكومي."

 

وأضافت الوالدة: "قام مستشفى الزكاة، بمراسلة إحدى المستشفيات في الأردن والمختصة في جراحة العظام وإرسال التقارير الطبية وصور الأشعة، وذلك لتشخيص قدم إبراهيم، لاسيما وأنه يعاني من مرض السكري، وقد تأثرت قدمه كثيرا بسبب الكسر والإهمال الطبي وسوء التشخيص، وحينها تم اقتراح زراعة مفصل لركبة ابراهيم، بعد أن تعرضت ركتبه لـ "التفتت" حسب ما ذكر الأطباء في الأردن".

 

" لا يوجد له علاج" هذا ما قاله الدكتور مروان الجيوسي والعامل في مستشفى رفيديا الجراحي في نابلس حسب ما ذكرت والدة ابراهيم لـ "الحدث".

 

وبعد عدة تشخيصات من قبل الأطباء العاملين في المستشفيات المحلية والحكومية، حاولت والدة إبراهيم معالجته داخل المستشفيات الإسرائيلية، وحاولت عدة مرات مخاطبة وزارة الصحة، ووزير الصحة جواد عواد للحصول على تحويلة طبية لابراهيم ولكن قد جوبهت دائما بالرفض.

 

وقالت الوالدة : "وزير الصحة رفض إعطائنا التحويلة بحجة وجود الخبراء والمختصين في مجال العظام في المستشفيات الفلسطينية، ولا حاجة لتحويله داخل المستشفيات الإسرائيلة".

 

وأضافت: "وبعد عدة محاولات شخصية تمكنت من إدخال ابني إلى مستشفى المقاصد دون تدخل الوزارة، ولم أجد بديلاً آخر للحصول على التحويلة، وقد حصلت على المساعدة في ذلك، وفي المقاصد قيل لي ليس له علاج، وتم بذلك سحب الماء من قدم ابراهيم، ويا ليتهم لم يسحبوها، فهي تساعد على تماسك الركبة".

 

" 7 الاف دولار" هي تكلفة علاج قدم ابراهيم حسب ما ذكرت والدته، في حين تكفلت السلطة الفلسطينية بمعالجه ابراهيم مرتين، وفي كل مرة يقدمون له فقط 200 شيقل للعلاج.

 

وفي المقابل جاء في التقرير الطبي الصادر عن الدكتور والأخصائي في جراحة العظام والمفاصل، صالح سمير رضوان، والعامل في مسشتفى هداسا عين كارم ، بأن ابراهيم لا يستطيع عمل زراعة مفصل للركبة، بسبب وجود مشكلة في الأعصاب الطرفية".

 

    

 

وجاء هذا التقرير بعد أن قامت لجنة مختصة مكونة من الأطباء من مختلف المستشفيات الإسرائيلية بإعداد مجسم لركبة ابراهيم، وتبين بعد قرار اللجنة بأنه لا يمكن علاج الركبة، لأن ابراهيم يعاني من مشكلة في الأعصاب.

 

سوء التشخص الطبي منذ البداية، قد جعل من ابراهيم حالياً شخصاً لا يقوى على الحركة، وأصبح شابا "معاقا"، لاسيما وأن ركبته تختبئ بشكل مجوف داخل القدم، والقدم الأخرى تبرز الركبة للخارج، وهنا يظهر الاختلاف حسب ما ذكرت والدة ابراهيم.

 

إبراهيم يرفض قضية ضد وزارة الصحة

 

حسب ما ذكرت والدة ابراهيم، تم رفع قضية ضد وزارة الصحة في محكمة بداية نابلس، لتقصيرها في حالة ابراهيم، واصابته بالعجز الجسدي، على إثر تشخيص طبي خاطئ، وعليه فإن اللجنة الطبية العليا قامت بإرسال تقرير طبي حول حالة ابراهيم، وقد أقرته  بعد الاجتماع الذي عقد بتاريخ 7/8/2016.

 

وجاء في التقرير: "بعد اجراء الكشف والاطلاع على التقارير الطبية، تبين للجنة العليا بأن إبراهيم قد تعرض لحادث مما أدى إلى: إصابة في الركبة اليمنى وقطع في الرباط الصليبي الأمامي، وتمزق في الغضروف الداخلي والخارجي، وتعمر مبكر في الركبة".

 

وبناء على ما تقدم، ووفقا للتشخيص الطبي فقد حددت اللجنة الطبية العليا حجم العجز والضرر الذي أصاب ابراهيم بنسبة 30%،  وهذا العجز يوصف بالعجز الدائم وفق المادة 48/Z/A  من كتاب تقدير نسبة العجز المعمول به في وزارة الصحة.

 

 

وتطالب والدة إبراهيم بإعادة تقييم التقرير الصادر عن اللجنة الطبية العليا، حيث أن نسبة العجز 30% وفق وزارة الصحة يعتبر عجزا دائما