مصور فلسطيني يلتقط صورة للقمر العملاق تصنف ضمن أفضل الصور عالميا

الحدث - أحمد بعلوشة

صورة التقطها المصور الفلسطيني محمد البابا من غزة لحادثة القمر العملاق، صنفت ضمن صور Supermoon الأفضل عالمياً في موقع دارك روم العالمي للصور، وفقاً للتقنيات والجودة المستخدمة في إظهار صورة القمر العملاق.

حادثة القمر العملاق التي انتظرها العالم كله بشغف وترقب كبيرين، لم تكن عادية بالضرورة بالنسبة لمحترفي التصوير الذين يبحثون دوماً عن التقاطة مميزة، سيما وأنها ظاهرة لا تحدث كثيراً، وتحتاج عشرات السنين للظهور مرة أخرى.

وحول صورته المنشورة، يتحدث محمد البابا لـ "الحدث"، عن أهمية المشاركة الفلسطينية في هذه الفعاليات، وإمكانية الحضور على المستوى الدولي، يقول: "العالم كله كان مترقباً لهذا اليوم الذي يعتبر ظاهرة فريدة. كل المصورين في العالم كانوا يترقبون الحدث للحصول على صورة، وهنا في غزة كان جميع المصورين للوكالات والمصورين الأحرار يتأهبون للتعامل مع الوقت الذي سيصبح القمر فيه عملاقاً".

المعالم في غزة قليلة ولا تناسب علو القمر

ويتابع البابا: "كان المصورون يبحثون عن المناطق العالية في غزة في مجموعات في انتظار القمر في أول ظهوره، وتعلمون التحديات التي ترافق عمل المصورين هنا، حيث أن غزة تفتقر في الأساس لوجود أماكن مرتفعة وذات معالم تدلل على البلد، مقارنة مع زملاء مصورين استطاعوا تصوير القمر من برج إيفل مثلا أو من ساعة بيغ بين، إضافة إلى النقص العالي في المعدات والعدسات ذات الجودة المرتفعة والمخصصة لالتقاط المشاهد البعيدة، إلا أنَّ ذلك لم يشكل هاجساً كبيراً بالنسبة لنا، وذهبنا لالتقاط الصور".

"في ذلك اليوم، كانت الكرباء مقطوعة عن معظم المناطق في غزة، وهذا شكل صعوبة أخرى أمام استخدام الإضاءة والمشاهد في الحصول على صورة". يقول البابا، مضيفاً: "لجأنا إلى التصوير من الميناء، كان هناك منتجعاً مضيئاً، وبعض المواد المحيطة، التقطت الصورة لهذه العناصر المضيئة وخلفها القمر، وكانت صورة واحدة دون تركيب أو استخدام لأي مؤثرات تكنولوجية، وهذا الأمر يعتمد على الإعدادات فقط وخبرة المصور في التعامل مع الكاميرا والمشهد، وكان لدي أكثر من محاولة حصلت من خلالها على لقطات عديدة كان منها 5 لقطات مميزة".

أجمل الصور المنتقاة

الصور التي قام البابا بالتقاطها، وضعت في مجلدات أجمل الصور في العالم من بين آلاف الصور التي تم إرسالها، غير أن عدداً آخر من الصور تم نشرها في مواقع إخبارية، أهمها موقع وكالة الأنباء الفرنسية التي يعمل فيها البابا كمصور لقطاع غزة.

لم يتوقع المصورون في غزة أن يحصلوا على صور مميزة لعدم وجود مشاهد وبسبب المشكلات المذكورة والمتعلقة بالمعدات والأزمات التي يعاني منها القطاع، إلا أنَّ موقع دارك روم العالمي للصور، قام باستخدام صورة البابا وحوالي 20 صورة أخرى كأفضل صور تم التقاطها من مختلف دول العالم.

وتعليقاً على مشاركة فلسطين وغزة في مثل هذه الأحداث، يقول البابا: "أشعر بالسعادة دوماً حين تكون غزة في مناسبة عالمية، تبرز الصوت والصورة والجمال الإنساني الفلسطيني الذي يقول أننا نصوررغم المعيقات، وما حولت تعميمه حين نُشرت الصورة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي هو أن فلسطين دوماً حاضرة ولن تغيب".

لكل صورة رسالة

الصور التي صورها البابا، وحصلت "الحدث" على نسخة منها، رمزت إلى مجموعة من القضايا التي يشهدها قطاع غزة. حيث رمت الصورة التي ظهر فيها القمر خلف السياج، إلى حالة الحصار المفروضة على قطاع غزة منذ 10 سنوات.

بينما رمزت الصورة التي يظهر فيها كشاف كهربائي إلى أزمة الكهرباء في القطاع.

وتحدثت الصورة التي ظهر فيها المايكروفون وخلفه القمر العملاق، عن قضية إسكات المآذن في المدينة المقدسة.

فلسطين التي تلاقي مؤخراً تعتيماً وتهميشاً في ظل حضور القضايا والصراعات الأخرى في الشرق الأوسط، تستمر في صناعة الإبداع وتأكّد حضورها في كافة المحافل مسجلة أسماء أبنائها في كافة المجالات، وكانت جريدة الجارديانز قامت بتصنيف البابا ضمن أفضل 10 مصورين في العالم.

يذكر أنَّ العالم قد شهد في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري حدوث الظاهرة الفلكية المعروفة باسم "القمر العملاق" (سوبر مون)، حيث تزامن اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة له من الأرض في مداره البيضاوي، وبلغ اكتماله أكبر حد يسجل له حتى الآن في القرن الـ21.

وتوقع علماء ناسا أننا لن نشاهد قمراً بهذه الضخامة مرة أخرى إلا بحلول 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2034.