الحدث - وكالات
حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" من عدم قدرة المنظمة الدولية على دفع بدل ايجارات للمهدمة بيوتهم في قطاع غزة اذا لم يتم الحصول خلال اسابيع على مبلغ خمسة ملايين دولار.
وقال كرهينبول في خطابه امام اللجنة الاستشارية للاونروا في عمان "ان خمسين عاما من الاحتلال في فلسطين وعشر سنوات من الحصار في غزة، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، قد حفرت بشكل مؤلم في روح وهوية مجتمع اللاجئين وتعمل على جرهم وراء حافة الحياة الكريمة"موضحا ان" جيلا شابا من لاجئي فلسطين ينمو ويفقد الثقة في قيم السياسة وفي التسوية وفي الدبلوماسية الدولية ؟".
وقال ان السكان في غزة موسومون، وكما تعلمون جيدا، بآثار حروب متكررة. إن الأطفال الذين يبلغون التاسعة من العمر قد عاشوا ثلاث نزاعات عنيفة جدا على مدار السنوات الثماني الماضية فقط وإن مليوني شخص – 1,3 مليون شخص منهم من لاجئي فلسطين – يرون كافة أوجه حياتهم محكومة بالحصار غير القانوني المفروض عليهم.
واضاف "إن حرية الحركة غير موجودة عمليا. واسمحوا لي أن أعطيكم مثالا واحدا فقط أجده دوما لافتا للنظر على وجه الخصوص وهو أن حوالي 90% من طلبة الأونروا في غزة والبالغ عددهم 260,000 طالب وطالبة لم يغادروا قطاع غزة مطلقا في حياتهم وقد وصل معدل البطالة إلى مستويات عالمية غير مسبوقة، حيث أن نسبة الشباب العاطلين عن العمل يصل إلى 60-65%، فيما تصل معدلات البطالة في أوساط الشابات كما نعلم إلى مستويات أعلى".
وتابع "في حين أنه بمقدوركم تقدير العواقب المادية، من حيث الدمار، للحروب المتعاقبة في غزة، فليس هنالك أية وسيلة يمكنكم من خلالها تقدير الجراح النفسية وعمق اليأس لدى أوساط الشباب المحرومين من الفرصة والأسباب الكامنة وراء الزيادة غير المسبوقة في معدلات الانتحار في قطاع غزة".
وتابع "إن الوضع في غزة، من وجهة نظري، يتم التقليل من شأنه بشكل خطير ويتوجب علي أن أخبركم بأنني لا أستطيع رؤية كيف أن أي شيء يحدث هناك – تحت بصرنا جميعا – قابل لأن يتصالح مع الكرامة الإنسانية أو أمن أي شخص في المنطق. وينبغي علينا أن نفعل كل ما بوسعنا من أجل تجنب جعل هذا الوضع أكثر سوءا".
واضاف "ما يثير القلق البالغ أن الدعم لاستجابة الأونروا الطارئة يستمر في الانحدار وإن الأمور على وشك أن تصبح أكثر سوءا بالنسبة للاجئين المعرضين للمخاطر، بمن في ذلك أولئك الذين فقدوا بيوتهم في نزاع عام 2014 حيث إن القلق الأكثر إلحاحا هو تلك العائلات التي يبلغ عددها 6,500 عائلة في غزة والتي تعتمد على معونتنا النقدية من أجل تلبية احتياجات مساكنهم المؤقتة إلى أن تتمكن الأونروا من إعادة بناء بيوتها. واعتبارا من كانون الثاني المقبل فإننا سنضطر إلى التوقف عن تقديم المساعدة لهم، ما لم نتسلم خمسة ملايين دولار في الأسابيع القادمة".