الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مؤتمر فتح السابع بين المتجنحين والمغيبين.. نهوض أم غموض / بقلم: حسن عبد ربه

2016-11-20 03:07:35 PM
مؤتمر فتح السابع بين المتجنحين والمغيبين.. نهوض أم غموض / بقلم: حسن عبد ربه
حسن عبد ربه

 

 بعد إعلان قوائم عضوية مؤتمر حركة فتح واقتراب موعد انعقاده، تسود أوساط الحركة حالة غير مسبوقة من الحراك المزدوج، الأولى وتتمثل في أولئك الذين يواصلون الليل بالنهار في التحرك والكولسة وعقد اللقاءات وإجراء الاتصالات والتنسيقات بهدف بلورة صيغة تحالفية لهذا القيادي أو ذاك من الشخصيات الأعضاء في المؤتمر؛ لتأمين وضمان الوصول والظفر بإحدى المؤسستين، أما المجلس الثوري أو اللجنة المركزية وربما البعض يحاول بلوغ ذلك بهدوء لضمان المنافسة الناعمة بانتظار قرار التعيين وفق ما يسمح به نظام حركة فتح.

 

وهنا لن أتناول أسماء وردت في الكشوفات ومدى أحقيتها وتاريخها الحركي والنضالي والوطني، وتدرجها في المسؤولية التنظيمية ولكن من المؤكد وجود أضعاف هؤلاء من الكوادر التي كان ولا زال لها باع وتاريخ مشرف وشكل رافعة وحيزا كبيرا للحركة في ساحات ومواقع المواجهة مع الاحتلال، والمنافسة السياسية، ولهم من سنوات الانتماء والمسؤولية ما يفوق العمر الزمني لأشخاص حالفهم الحظ بعضوية المؤتمر وهؤلاء ينتمون لفتح الكفاح والتاريخ والفكرة وليسوا طارئين أو وارثين أو مستوزرين يتمكسون بتاريخهم الحركي المشرف والمشهود له، وهذا الواقع يشكل الجزئية الثانية من الحراك للكادر الفتحاوي .

 

حركة فتح إن لم تتدارك هذا التفاعل قبيل الذهاب للمؤتمر وبعده أيضا فإنها ستكون خسرت أو ربما على طريق خسارة مئات أوآلاف الكوادر الحركية والتنظيمية من مختلف المستويات التنظيمية، والتي تعتبر أنه تم تغيبيها أو شطبها أو إقصاؤها من عضوية المؤتمر تحت دواعي وحجج كثيرة ومختلفة، وإن لم تخسرها في دورها وتأثيرها، فقد أصابتها بإحباط وخيبة أمل كبيرة، وانعدام الثقة والتقدير السياسي التنظيمي والأخلاقي ،و أما من تم معاملتهم ضمن منطق التجنح فقد أصبحوا خارج المؤتمر بطبيعة الحال ....

 

 وإذا كنت أدرك أن المؤتمر وعضويته ليس بمقدوره الاتساع للجميع ولكن يبقى السؤال .. لماذا الاستثناء؟ لماذا لم تتم بلورة صيغ وآليات إبداعية لمعالجة ذلك بعيدا عن الجمود وحسابات الفوز الانتخابي والخسارة؟ لماذا لم يتم تمكين الكادر ووفق مستويات تنظيمية واضحة من المشاركة في العملية الديموقراطية من باب المساواة في العضوية والعدالة في المنافسة الحركية وتكافؤ الفرص والمشاركة في صنع القرار بدلا من الانتقاء من هنا وهناك؟ ألم يكن الأجدر قبل تحديد عضوية المؤتمر أن يتم استخلاص العبر من تجارب سابقة حركيا ووطنيا، وتجارب حركات وأحزاب عالمية لديها أضعاف أعداد كوادر حركة فتح ومؤسساتها التنظيمية ؟

 

وإذا كانت عضوية المؤتمر تمثيل أو تمثيلي، ألم يكن من الأجدر البحث عن آليات مؤسسية وقطاعية تنظيمية؛ لضمان أفضل تمثيل لجميع كوادر الفئات القيادية السابقة في المؤسسات والمواقع التنظيمية والوطنية ليكونوا جزء من المؤسسة التنظيمية وهيكلها ونظام عملها بشكل ذكي. فأيهما نحن أحوج إليه مقاومة ذكية أم نهوض ذكي للحركة أم كلا الأمرين ؟

 

 إنني كعضو في المؤتمر العام السادس وعضو إقليم سابق لسنوات طويلة، وعضو في القيادة الموحدة لانتفاضة الحجارة، ومنسق القوى الوطنية والإسلامية لسنوات انتفاضة الأقصى في محافظة بيت لحم وووو و...

 

لا أستطيع أن أستوعب كيف يتم عقد المؤتمر وقيادات وكوادر انتفاضة الحجارة والأقصى والأقاليم السابقة، وقيادات العمل الميداني والنقابي والمؤسساتي، ممن كافحوا سنوات طويلة وعجاف في مواجهة الاحتلال، والآن يجدون أنفسهم وكأنهم مهمشين، وذلك كأنها محاولات لشطب تاريخهم فهل يعقل ذلك؟ إن هؤلاء ليسوا دخلاء على الحركة وهم شركاء أصيلون واصلون وأوفياء لمسيرة فتح وعهدهم للشهيد الرمز ياسر عرفات.

 

 كنت أتطلع أن يشكل انعقاد المؤتمر قفزة نوعية للنهوض بفتح والمشروع الوطني وتجميع الصفوف لأعضاء وكوادر الحركة.  وبطبيعة الحال فإن البرنامج الوطني والسياسي لا خوف عليه ولا قلق بشأنه من القدس للاستيطان والانقسام وبناء الدولة ومواجهة الاحتلال ومقاومته فإن ذلك بالتأكيد سيكون حاضرا في مناقشات وأوراق عمل المؤتمر، لكن لا بد من الإشارة إلى أن أعظم وأروع الأفكار والبرامج تحتاج ليس فقط إلى قيادة حقيقية لتحقيق ذلك، وإنما أيضا بحاجة لإرادة جادة وآليات وأدوات قادرة على تحمل ثمن المواجهة مع الاحتلال ....

 

عاشت فلسطين ... عاشت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح؛ لأنها أكبر وأعظم من الأفراد، وإذا صلحت ونهضت فتح وتعاظم دورها تعاظم المشروع الوطني، وتعززت مكانة فصائل العمل الوطني والسياسي ومنظمة التحرير الفلسطينية والعكس صحيح .