الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

انقسام فتح وإشكالية دحلان وموقف حماس- رولا سرحان

2016-11-22 05:23:15 AM
انقسام فتح وإشكالية دحلان وموقف حماس- رولا سرحان
رولا سرحان

 

يبدو أننا قد نشهدُ البدايات الأولى لدخول حركة فتح إلى بوتقة الانقسام ليتمخض أمامنا مع قرب الانطلاقة 52 لها المزيد من الانقسام داخل الحركة.

 

ومهما حاولنا التخفيف من وطأة أن "المتجنحين" لا يُشكلون قوة أو قاعدة قوية، فإن من الصعب المحاججة في الأمر لا لجهة "مع" ولا لجهة "ضد"، خاصة وإلى الآن، يُشكل وجود محمد دحلان في الخارج، معضلة أساسية بالنسبة له وبالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يكونوا مع دحلان لكن السيطرة الحالية للرئيس عباس على زمام الأمور تجعلهم يتبعون مقوله: "قلوبهم معك لكن سيوفهم عليك".

 

حالة الانقسام الفتحاوي ستزداد شدةً إن تمكن دحلان من حل معضلته بالعودة إلى الوطن، وهو على ما يبدو ما يسعى إلى تحقيقه من خلال محاولة التقارب مع حماس ونجاحه مؤخراً معها في سياسة العصا والجزرة في التأكيد على أنه بإمكانه أن يحقق حلم "حماس" وحلم كل غزي، بفتح معبر رفح، نظراً لعلاقاته القوية مع النظام المصري الحالي، المدعوم كليا من الإمارات.

 

حماس التي تحاول الآن المفاضلة بين المصالحة الوطنية، ومردوداتها المالية القطرية، وبين المصالحة مع دحلان مقابل العودة إلى غزة وفتح معبر رفح، لعلها قد تمضي في اتجاه المصالحة مع دحلان، من باب أن أشهرا أو سنوات إضافية من الانقسام لن تضير في شيء، فالانقسام مستمر منذ 10 سنوات فما ضير لو استمر أشهراً قليلة أخرى، تتمكن حماس من خلالها من وضع دحلان موضع التجربة، خاصة وأن تجربتها الحالية معه ستكون مختلفة عن سابقتها لاختلاف المسيطر من الواقع تحت السيطرة، ففعليا ستظل حماس المسيطرة على قطاع غزة بقوة السلاح، بينما سيسيطر دحلان بقوة الاقتصاد والمال السياسي

في أية حال لن يتركنا العام 2016، دون ملامح أكثر وضوحاً عن عام 2017، الذي سيكون عام الحسم السياسي الداخلي.