الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أسبوع ويعقد مؤتمر فتح/ بقلم سامي سرحان

2016-11-22 09:29:22 AM
أسبوع ويعقد مؤتمر فتح/ بقلم سامي سرحان
الحدث

 

أسبوع واحد ويعقد المؤتمر العام السابع لحركة فتح  في الوطن لثاني مرة، وبتأخير عامين عن موعده المقرر، وهو أقل تأخير على دورية انعقاد المؤتمرات الحركية لفتح، رغم أنها استحقاقات قانونية وفقا للنظام الداخلي للحركة.

 

عقد المؤتمر السادس للحركة في الوطن، وكان انعقاده على أرض الوطن بعيدا عن التدخلات والضغوطات الخارجية حدثا تاريخيا. ولكنه أيضا عقد في ظل اتفاقيات أوسلو وفي ظل الاحتلال. وكان المرجو أن تفضي المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية إلى نتيجة تضع حدا للصراع يقوم على حل الدولتين. غير أن الأمور آلت إلى طريق مسدود، بل إلى تنكر الحكومة الإسرائيلية للاتفاق الموقع مع منظمة التحرير وأمعنت في إجراءاتها التي تنكر على الشعب الفلسطيني حقوقه الثابتة والمشروعة في التحرير والاستقلال وإنهاء الاحتلال.

 

ولعل الوضع الراهن سيحتم على مؤتمر حركة فتح أن يطرح اتفاقية أوسلو وملحقاتها على بساط البحث والنقاش المستفيض بعد 23 سنة من التفاوض غير المجدي، وبعد أن قارب عدد المستوطنين في الضفة والقدس المليون، ولم يكن يتجاوز عددهم قبل أوسلو المئة ألف مستوطن، ولا شك أن كثيرين في المؤتمر سيطالبون بالخروج من عباءة أوسلو وما ترتب عليها من نتائج وأهمها سحب الاعتراف المجاني بدولة إسرائيل، والعودة إلى النضال بكل أشكاله ضد الاحتلال الإسرائيلي معتمدين في ذلك على ثقتهم بشعبهم واستعداده لمواصلة النضال من أجل نيل حقوقه المشروعة. في المقابل ستجد في المؤتمر من يدافع عن الإبقاء على ما تبقى من الاتفاقات لا لسبب وإنما لأن إسرائيل ماضية في طريق إلغائها العملي وبالتالي لا حاجة لقرار من المؤتمر بذلك يعفي إسرائيل من مسؤولية نقض الاتفاق والتنكر له أمام الرأي العام العالمي.

 

ولذا كان الخروج من عباءة أوسلو سيجد حيزا له على جدول أعمال المؤتمر فإن قضية الانقسام في الساحة الفلسطينية والخروج من هذه الأزمة التي أضرت بالنضال الوطني الفلسطيني على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، وستكون من أولويات المؤتمر واتخاذ قرارات قاطعة بشأنها. وهناك عشرات الوثائق ومحاضر جلسات الحوار والمبادرات التي توفر أرضية الاتفاق على إنهاء الانقسام كمقدمة للوحدة الوطنية وعقد المجلس الوطني الفلسطيني لانتخاب لجنة تنفيذية ومجلس مركزي، وضخ دماء جديدة في مؤسسات المنظمة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني استعدادا لمرحلة ما بعد تنكر إسرائيل لاتفاقات أوسلو وقد كثف الحديث عن الانقسام في حركة فتح وطغى على الانقسام المدمر في الساحة الفلسطينية ولا يريد النافخون في نار الفتنة أن تنطفئ  نارهم، رغم أن فتح غير قابلة للقسمة، وأن تجربة الانشقاقات التي مرت بها الحركة منذ تأسيسها وحتى المؤتمر السابع لم يكتب لأي منها البقاء، واندثرت، وطواها النسيان، وظلت فتح تشق طريقها عبر المحيطات الهائجة والأمواج المتلاطمة بقوة وثبات باتجاه هدفها الواضح والمحدد في التحرير والاستقلال.

 

ولا شك أن بعض دول العرب تعاني اليوم من مشكلات أمنية واقتصادية وجيوسياسية، وقد أخطأت في توصيف علاج مشكلاتها فظنت أن التقارب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وحكومتها اليمينية توفر لها الأمن والطمأنينة والخروج من حالة الاحتقان التي تمر بها، ولكي تتقرب من إسرائيل ظنت أيضا أن الطريق إلى ذلك يمر عبر الضغط على السلطة الفلسطينية وقيادة الشعب الفلسطيني؛ للتخلي عن بعض الثوابت واستخدمت مساعداتها المالية كوسيلة ضغط بل، وللتدخل في الشأن الداخلي لحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية التي خاضت معارك طويلة مع كثير من الأنظمة العربية للحفاظ على قرارها المستقل.

 

إن عقد المؤتمر في هذه المرحلة مؤشر على عافية حركة فتح العامود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، والنضال الوطني الفلسطيني، والحركة على يقين بأن الشعوب العربية لا زالت على عهدها في دعم نضال الشعب الفلسطيني، وتضع القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين والقدس والأقصى والمهد والقيامة على رأس أولوياتها، رغم كل المشاكل التي تعيشها الشعوب العربية..