الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فتح بين التجمل... والتجدد/ بقلم: نبيل عمرو

2016-11-22 09:40:03 AM
فتح بين التجمل... والتجدد/ بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

هنالك كلمات تتداول عادة حين يبلغ التذمر من الجمود مداه، ويقترب استحقاق مثل استحقاق المؤتمر في فتح، أو المجلس الوطني في المنظمة، أو الانتخابات الرئاسية والتشريعية في السلطة.

 

من هذه الكلمات على سبيل المثال لا الحصر.. استنهاض فتح، وتفعيل المنظمة، والاحتكام للشعب في أمر السلطة.

 

والمصيبة في هذا أن الذين يستخدمون هذه المفردات ينسون أمرين هامين، الأول أنهم هم بالذات من يجلسون في سدة القيادة؛ وبالتالي فهم المسؤولون عن الترهل والجمود والخمول، وهم كذلك من يعرضون أنفسهم لقيادة الاستنهاض والتفعيل، وكأن الذي جاء بالجمود أناس من عالم الغيب.

 

الآن ونحن في الطريق إلى المؤتمر السابع لحركة فتح، ازدهرت لغة الاستنهاض والتفعيل والتجديد، ظناً من الذين يستخدمون هذه اللغة بأنهم يصطادون أصواتا بالجملة والمفرق، مع أن القاعدة الفتحاوية تتساءل باندهاش .. من المسؤول يا ترى؟ وما هي الخطة المعروضة لإنهاء التردي، وبعث الحياة في العروق واستعادة المكانة؟

 

والقاعدة الفتحاوية كذلك التي تم جرها إلى معادلة من ينجح ومن يسقط، وتم جرها كذلك إلى ما يوصف عادة بالتربيطات الانتخابية، التي يستخدم فيها النافذون ما وضع بين أيديهم من إمكانيات؛ لاستنساخ الفشل المستديم، وكأن الناس في غيبوبة أو كأن العقل في عطلة، فما أتعس من يعتمد على ضعف الذاكرة، ويبني عليها خلودا في عالم الخطأ، واستحالة في عالم التجدد والتطور.

 

الوضع الراهن لفتح وللمشروع الوطني بإجماله يقول أننا في أسوأ الحالات، وإذا ما ألقينا نظرة استشرافية على الغد، فإننا نكتشف بأن القادم أعظم على صعيد المسؤوليات والتحديات، وكل من حول فتح وفلسطين يوجه رسائل تحذيرية مفادها إن لم تتنبهوا لأنفسكم أيها الفلسطينيون وأصلحتم حالكم وتعاطيتم مع أموركم بمنطق يبتعد عن التجميل اللفظي، ويدخل إلى صلب الموضوع بفتح ورشة عمل لإصلاح شامل أستعيض عنه زوراً بكلمة الاستنهاض، إن لم يحدث ذلك فماذا يفعل الفتحاويون بتاريخهم؟ وماذا يفعل القادة بألقابهم؟ وماذا يفعل الفلسطيني الواقع في لجة المأساة بحاضره ومستقبله؟

 

إن التجميل اللغوي يضر ولا ينفع، تماما كما لو أن صبغ الشعر وشد البشرة يحقق شبابا وجمالا.

 

فتح ليست بحاجة لهذا، واختبارها الحاسم سيكون في هذا المؤتمر الذي يحمل الرقم سبعة، ويراهن كثيرون والدنيا ما تزال بخير، على أن يكون في أمر التجديد والتغيير رقم واحد.