الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إنك تسقط إلى أعلى

2016-11-23 03:51:08 PM
إنك تسقط إلى أعلى
دينا أحمد سعد


قلم : دينا أحمد سعد 

قد يحدث أحياناً أن تشعر بأنك حجر طائش ملقىً في أحجية القدر، فتصيبك لعنة من الاكتئاب المفاجئ، تزهد بكل طقوس الحياة، ولا تلوم نفسك على بوادر الامبالاة، تفقد الأشياء قيمتها لديك، ويخيل إليك أن العالم ذاته توقف عن النبض.


تشعر بأنك جثة هامدة قد مددت على نعشها، وحيدٌ، شريدٌ، لا شيء برفقتك سوى إحساسك المقيت المزعج، وتفشل كل محاولاتهم لانتزاعك من وحدتك،ومن إزالة تلك الصور التي لم تستطع أنت هزيمتها، ظلت ترقع غشاء قلبك بمسمار من وجع الحقيقة.


الحقيقة التي ولربما بسطت وقوعها تجاهلاً للألم وقمت بإقناع ذاتك بأنها توهم لا مرئي ليكسرك الواقع على بغتة، ولكن متى؟


بعد فوات الأوان وهروب الفرص من بين يديك، فقد تركتها تفعل ما تشاء قلت في نفسك: عساها تقتل هذا القلب برتقها المتواصل له.. فأستريح أنا من أنينه وكثرة جلبته.


فأنت ومنذ فترة طويلة وطويلة جداً تقف عاجزاً دون أدنى رغبةٍ تحرضكَ على البقاء، يختصر الألم طريقاً إلى فؤادك ومن ثم  تهوي في بحر الحياة كالأخرق حتى تؤولَ كورقة صفراء هشةٍ ناشفة.


وقد تمكث في دائرة الاكتئاب هذه طويلاً، ولكن أتدري يا رفيق ... إنك تسقط إلى أعلى ...نعم لمَ الدهشة يا صديقي أنت تسقط إلى أعلى، وستهديك الحياة ضوءا في آخر النفق لتشرق شمسك من جديد، وستدعوك لتنسى ذلك الحزن الذي كان مسكوناً بك فيتخلل دفئها بين شقوق روحك باسطاً على بوابة مهجتك حزمة ورود من ألوان شتى فتشرق قابليتك للحياة.


أيها الإنسان ابتسم لقطرات المطر إن سالت وداعبت الجبين، سلم عليها،وصافحها بحرارة ومن ثم امسحها برفق.


ربت عليها كما كانت أمهاتنا تربت على أكتافنا حين نلوذ من هراع هذا العالم السخيف إليهن


أيها المخلوق العظيم .. حينما تنكسر الحياة من حولك،ثق بالله ومن ثم اتبع زئير نفسك آمن بك وتيقن أن الجناح سيحلق إلى سبيله حتماً.