قبل عدة أشهر وعلى صفحات " الحدث "كتبت مقالا تحت عنوان "تركيا التي اضاعت مشيتها " مستعرضا احدى محطات الدولة التركية الحديثة – ما بعد ثورة مصطفى اتاتورك 1923- والفرق بين ما عمل من اجله المرحوم نجم الدين اربكان ( والذي اطيح به بانقلاب شبه عسكري ) ، وما بين رئيس تركيا الحالي "اردوغان "؛ حيث اراد اربكان استبدال اللهاث وراء عضوية الاتحاد الاوروبي بالعمل مع المحيط العربي والاسلامي بطرق ودية تقوم على حسن الجوار ، على عكس ما قام به اردوغان من محاولات الالتحاق بالاتحاد
الاوروبي في الوقت الذي اراد به التمدد جنوبا في الشمالين السوري والعراقي بشكل عنفي ولا يخفي من وراء محاولاته هذه التذكير بالتاريخ العثماني الذي اعتبر ولاية الموصل جزء من السلطة العثمانية ، اما التمدد شمال سوريا فقد اخد تبريراً " امنيا " تحت عنوان
اقامة منطقة امنية عازلة تقتطع مساحات واسعة من الاراضي السورية تحت ذريعة حماية تركيا من الخطر الارهابي ( علما بان كل افواج الارهابيين اعتمدوا الطرق التركية في الدخول الى سوريا والعراق ! ) ، وربما ان هذه الطموحات كانت وراء نقل ضريح
سليمان باشا الى مناطق قريبة من الحدود التركية ...
البرلمان الاوروبي وجه لطمة جديدة قبل ايام للطموحات "الاردوغانية "عندما اكد على رفض انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي في حين قام اردوغان بتهديد الاوروبيين باجتياح الدول الاوروبية بموجات اللاجئين من سوريا والعراق !( لاحظوا ان الموضوع الانساني
للاجئين اصبح ورقة ضغط بيد اطرافا اقليمية وربما يعتقد البعض بان اماكن المخيمات هي مستودعات ينهل منها الارهاب افواج مقاتليه !)
اردوغان يصر على اطماعه التوسعية ؛ فبعد ان اصبح تمدده المحدود في العراق لا جدوى منه وتحيط به الهزيمة من الجيش العراقي ورديفه الحشد الشعبي نراه يضغط بكل قواه لكسب مواقع في الشمال السوري ؛ولهذا الغرض اوجد ما يسمى "بقوات الفرات" لمنع
الاكراد من اقامة سلطتهم الذاتية ، وتحت ذريعة محاربة "داعش" يحاول الدخول الى مدينة "الباب "السورية لمنع الجيش السوري من استعادة حلب ، واستكمال مخطط اردوغان في ايجاد منطقة عازلة بمساحة تقارب مساحة فلسطين التاريخية !
الاطماع الاردوغانية وصلت الطريق المسدود عند الاوروبيين وتكاد تنتهي في الموصل العراقية والرقة السورية، وسوف ننتظر هزيمته في الباب السورية ؛ وهي نهاية الطموحات لايجاد منطقة عازلة في الشمال السوري .
يؤسفنا ان يصل اشقائنا الاتراك الى عزلتهم هذه وان لا يبقى امامهم بفضل هذه السياسة التي اخطأت في كل حساباتها سوى العلاقة مع اسرائيل !! وفي كل الاحوال سوف نترحم كثيراً على المرحوم نجم الدين اربكان ...