مش مهم الطلاب، المناكفات تضع مستقبل طلبة جامعة الأقصى على المحك
الحدث- أحمد بعلوشة
دعى عدد من الطلبة بجامعة الأقصى في غزة إلى اعتصام أمام مقر الجامعة صباح اليوم، وطالب طلاب الجامعة وزارة التربية والتعليم بتصديق شهاداتهم التي قالت الوزارة إنها لن تعتد بالشهادات الموقعة من رئيس الجامعة الجديد، وأنَّ الوزارة فقط ستعتمد توقيع الدكتور كمال الشرافي على الشهادات.
محمود المشهراوي، خريج من كلية التربية الرياضية بجامعة الأقصى، قال لـ "الحدث"، أنه حصل على شهادته من الجامعة ثم توجه لتصديقها من الخارجية للتقدم للمنحة التركية، إلا أنه فوجئ بأن الوزارة ترفض تصديقها لأنها موقعة من غزة!
وأضاف المشهراوي: "المشكلة غير مرتبطة بي وحدي، فنحن نواجه مشكلة أنا وباقي الطلاب الخريجين، ومن سيتخرج بعد ذلك بأننا نقع تحت مقصلة وافرازات الانقسام السياسي الذي يهدد مسيرة عدد كبير من الطلبة، وما نريده هو تصديق شهاداتنا كطلبة في جامعة رسمية يتعيَّن على الوزارة احترامها واحترام طلابها".
وشدد المشهراوي: "اليوم كان الاعتصام الثالث، نريد حل ونريد إكمال دراستنا، حكومة التوافق قامت بتوكيل الدكتور كمال الشرافي برئاسة الجامعة، واليوم الدكتور الشرافي غير موجود في غزة وقامت الجامعة بتعيين رئيس آخر لها، ولم نعد نفهم إلى أين نذهب، وما شأننا بهذه المشاكل".
المشكلة ليست فقط في رئيس الجامعة
"الأمر غير متعلق فقط برئيس الجامعة"، يقول المشهراوي، مكداً أن عدداً من عمداء الكليات المعتمدين من رام الله غير موجودين بالجامعة وبعضهم تقدم باستقالته، مشيراً إلى أنَّ "العمداء الموجودين غر مخولين بالتوقيع".
وتابع المشهراوي: "اليوم لم يتواجد أي من موظفي أو أكاديميي الجامعة في الاعتصام، بعضهم يتبع حكومة غزة، وآخر لديه توجه لقرارات حكومة التوافق، وبالتالي هناك مشاكل داخلية بين موظفي غزة ورام الله ولا أحد فيهم يريد التدخل في هذا الحراك، ونحن أيضاً لم ندعو أحداً منهم للمشاركة فيه".
توقيعات بالواسطة
الناشط محمد صافي، بين بدوره أن الاعتصام شمل كافة طالبات وطلاب جامعة الأقصى صبيحة اليوم خارج وداخل الجامعة، وقال صافي: "من المرهق واللا مقبول، أن يدرس طالب أربع سنوات، ليجد نفسه في النهاية حاملاً لشهادة غير معترف بها، وبيَّن صافي: "هناك قرابة الخمسين طالب، قاموا بتوقيع شهاداتهم من الدكتور كمال الشرافي بطريقة أو بأخرى، وهذا الأمر فيه ما فيه من المظلومية لبقية الطلاب الذين لم يحصلوا على توقيع الشرافي المعترف به في رام الله".
رامي أمان عضو لجنة شباب تجمع الشخصيات المستقلة، أكد لـ "الحدث" أنَّ الحراك السلمي سيكون متتالياً على مدار الأسابيع القادمة، مضيفاً أنَّ "الشباب المشاركين لا يهدفون بالضرورة إلى تعطيل المسيرة التعليمية أو مهاجمة طرف على حساب الآخر، وإنما لديهم مطالب عادلة بتحقيق أحد أهم حقوقهم وهو الاعتراف بشهادتهم"، وأردف أمان: "الوزارة في رام الله تطلق القرارات، والطلبة في غزة هم من يتحملون نتائجها"، متسائلاً: "كيف يطلبون توقيع الشرافي وهو غير موجود في غزة أصلاً وقام بتقديم استقالته؟ هو غير موجود بسبب مشاكل لا نستطيع فهمها وبسبب وجود رئيس آخر للجامعة، وما نستطيع قوله أن الجامعة كلها متوقفة عن العمل بقرار من حكومة التوافق".
الطلاب الذين تخرجوا مؤخراً من الجامعة لم يتم اعتماد معظم شهاداتهم الجامعية، عوضاً عن أنَّ خريجي الجامعة لا يستطيعوا التقدم لأي وظائف، أو منح دراسية عليا، في الوقت الذي حصل فيه بعض الطلبة على توقيعات من الجهات "الرسمية"، ولكن.. بطريقة "غير رسمية".