الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رسالة إلى المؤتمر، بقلم: زياد البرغوثي

2016-11-29 11:33:30 AM
رسالة إلى المؤتمر، بقلم: زياد البرغوثي
زياد البرغوثي

أنا وغيري الكثيرون من غير الفتحاويين، ومن أبناء الشعب الفلسطيني، نشعر بالقلق من انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح؛ لكونه يأتي في مرحلة هي الأصعب في تاريخ هذه الحركة العملاقة، وإن الشواهد تشير إلى حالة من الانقسام والاستقطاب غير المسبوق، كما أن المؤتمر سيؤدي إلى غياب قادة تاريخيين عن المشهد، حتى من أولئك المسؤولين عن اتفاق أوسلو، الذي أثر في الشعب الفلسطيني، ووحدته، كما أثر على حركة فتح ووحدتها.

 

ما أريد قوله، إنه وفي سياق هذا المشهد لا نتوقع أن يكون هناك ما يسمى بـ (التفكير خارج الصندوق)، وأن المؤتمر لن يأتي بجديد في المشهد السياسي، فحركة فتح هي صاحبة مشروع أوسلو، ومشروع السلطة، بما لهما وما عليهما، ومنذ تبنيها هذا المسار لم تتمكن من التقدم خطوة واحدة على الأرض، وأية مبادرة سياسية لن تأتي بشيء خارج هذا السياق، بالرغم من تأكيدها ليل نهار أمام المجتمع الدولي على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى وحدانية الأسس التفاوضية لحل الدولتين.

 

هل يدرك المؤتمرون بأن من يعيشون خارج المنظومة الفتحاوية مسكونون اليوم  بهاجس الخوف على مستقبل حركة فتح؛ لكوْن مستقبل الشعب الفلسطيني جميعه مرتبطا بمستقبل هذه الحركة؟ وهل يدركون بأن ما يجري من حراك فيها وبسببها يجد صداه وتعبيراته في عموم الوطن والشتات؟

 

نحن غير الفتحاويين نريد فتح موحدة قوية بشعبها قبل أبنائها، حركة تحرر شاملة بمضمون سياسي وثقافي وفكري واجتماعي واقتصادي، تحمي المجتمع الفلسطيني، وتحافظ على علمانيته، ونسيجه الاجتماعي، وتعدديته الفكرية والثقافية والطائفية، وتكون نموذجاً للممارسة الديمقراطية في مؤسسات الشعب الفلسطيني. 

نحن غير الفتحاويين نريد فتح التي تحارب الفساد، والمحسوبيات على كافة المستويات، وتكون صمَام الأمان للوقوف أمام كل العلاقات، والمشاريع، والمبادرات، والممارسات المشبوهة، التي تحاول حرف البوصلة وتفكيك المجتمع الفلسطيني، ومن أجل تمكين الأجيال القادمة من حماية الفكرة، وحمل المشروع، بعد أن فقدت البوصلة طريقها.