ترجمة: أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة هآرتس، صباح اليوم، الخميس، مقالاً حول احتجاج منع الإعلانات العربية في الحافلات الإسرائيلية، وجاء المقال كما يلي:
رئيس بلدية بئر السبع روبيك دانيلوفيتش، حساس للغاية لاحتياجات السكان اليهود في مدينته. فحين أراد عدد قليل منهم وقف استخدام الإعلانات العربية في خطوط حافلات شركة دان ببئر السبع، سارع دانيلوفيتش بمناشدة وزارة النقل لإزالة ما أسماها "المخاطر المزعجة". واستجابت الوزارة إلى هذه المناشدة، وأصدر وزيرها يسرائيل كاتس عضو الكنيست، أمراً يدعو شركة الحافلات إلى التوقف عن استخدام الإعلانات العربية في خطوط الحافلات.
استغرق الأمر أسبوعاً واحداً فقط، حتى يقوم المحافظ ووزارة النقل بالتعامل مع الأمر ووضع حد لعمل الإعلانات العربية في خطوط الحافلات. وما وضع هذا القرار حيز التنفيذ، مجرد بعض المنشورات لمواطنين في بئر السبع، حيث كتب أحدهم: "كل الذي أعرفه، أنَّ بئر السبع ليست مدينة عربية"، فيما قال آخر: "يبدو أنني أعيش في مدينة الخليل". وهي في مجملها دعوات ضاغطة على المحافظ الذي أوضح بأنه: "عندما نقوم بعمل إعلانات ثنائية اللغة في جميع أنحاء البلاد، يمكن حينها أن ننفذها في بئر السبع أيضاً".
تعتبر بئر السبع، مركزاً لعشرات الآلاف من المواطنين العرب، إلا أنَّ البلدية ليست حريصة على تقديم خدمات لهم كما المدن الأخرى. فالمواطنين العرب الذين يعيشون في المدينة وحولها يعيشون حياة السياح الذين لا يحق لهم عمل إعلانات بلغتهم الخاصة، على الرغم من أنها لغة رسمية في البلاد!
المشكلة في سلوك رئيس البلدية ووزارة النقل في بئر السبع ليست مجرد أنهم يزيلون حاجة مهمة للمواطنين العرب الذين يستخدمون وسائل النقل العامة في المدينة، ولكنهم يخلقون سابقة خطيرة في أن (بعض المواطنين يكتبون بعض المنشورات، يملكون القوة في حجب حقوق أساسية لمواطنين آخرين). ومن المؤكد أنَّ هذا حق أساسي لا يجوز حجبه، غير أنَّ بعضاً من الحجج المقدمة من جهتهم هي أنَّ بعض هؤلاء الناس الذين تقدموا بالشكاوى لا يعرفون القراءة أو الكتابة اللغة العربية، وبالتالي لن تخدمهم إعلانات وعلامات مكتوبة بهذه اللغة!.
والأسوأ من ذلك، هذه السابقة هي إشارة تحذير لجميع شركات النقل العامة التي تحاول تقديم الإعلانات العربية على حافلاتها. حيث أنَّ الموقف الذي تم اتخاذه من قبل وزارة النقل هو أن علامات وإعلانات باللغة العربية ستنفذ فقط في الأماكن التي يكون فيها أكثر من نصف السكان ناطقين باللغة العربية. وهو أمر غير مقبول أيضاً، لأنَّ السكان المواطنون العرب يستخدمون خطوط حافلات أخرى خارج المناطق العربية.
ويُظهر هذا الموقف أن الوزير كاتس، ووزارة النقل يحاولون الالتفاف على القانون بشأن مكانة اللغة العربية، وبذلك تكون مثالا للوزارات الحكومية الأخرى. وموقف دانيلوفيتش رئيس البلدية، هو أيضا مخيب للآمال، ويجب أن يتم إلغاء هذه السياسة الخاطئة. فيما يتعين على وزارة النقل إلغاء التوجيه الذي أصدرته لشركة الحافلات "دان بئر السبع"، واستعادة اللغة العربية للحافلات في المدينة.