إذن اختارت فتح، مركزيتها وأعضاء مجلسها الثوري.
وباستعراض جيمع الأسماء تظل الأمور ضمن الإطار المتوقع لحركة على ما يبدو أنها قد شاخت، أو لا تريد لنفسها إلا أن تشيخ.
وهو الأمر الذي يحتاج جرأةً من كوادر فتح وقاعدتها للاعتراف به. فالحركة التي تفشل في تجديد الدماء قبل الأسماء وتسعى للحفاظ على الحرس القديم، هي بلا شك حركة تقول للشباب الذين يشكلون ما نسبته 63% من المجمتع الفلسطيني لا مكان لكم في هذه الحركة.
القيادة الجديدة لمركزية فتح، حيث أيضا لا امرأة إلا واحدة، يذكروننا بأعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي الذين دخل صغيرهم مرحلة الهرم، ما يدعونا ألا نتوقع منهم الشيء الكثير في إدارة أمور البلاد أو العباد وتحديداً القدوم بأي جديد يتعلق بأمور الشباب رغم توصيات الرئيس في خطابه في الجلسة الختامية للمؤتمر على خلاف ذلك.
كنا نريد ان نرى جيل الشباب يتقدم الصفوف حتى نستطيع أن نصدق أن فتح هي صمام الأمان في مواجهة كل التيارات المناقضة للتوجهات الوطنية التي قد تجرفنا بعيدا نحو التطرف الفكري.
كنا نريد أن نرى حركة قادرة على الركض بنا بينما تستوعب طاقات الشباب وتضخ في شرايين أعضاء مركزيتها المتكلسة رشاقة التعاطي مع الواقع المحلي والإقليمي المتغير بسرعة، فلا نظل بانتظار أن نلحق بأعضاء المركزية بالعكازات وبأدوية الضغط والسكري والأمراض المزمنة الأخرى.
فتح الحركة الوطنية الجامعة حركة وسطية قادرة على أن تجمع مختلف التيارات الفكرية تحت مظلتها وأن تصهرها في بوتقة واحدة، لكنها ما زالت تدير الأمور بعقلية عربية أدت في المحصلة إلى ما يسمى "بالربيع العربي" الذي جلب الدمار لعالمنا العربي، لأنه استثنى طوال سنوات حكم الزعماء العرب شريحة الشباب، فخرج الربيع العربي مشوها مدمرا للأخضر واليابس ولكل ما يحيط به.
وهو ما على فتح أن تدركه خاصة وأن الحركة الوطنية تعيش على مفترق طرق، فهي إما أن تفسح المجال للتيارات المتطرفة التي تستطيع أن تهرب بالشباب وبعقولهم بعيداً أو أن تستطيع أن تعيد الاعتبار لجيل الشباب وتعمل على إطلاق العنان لهم كي يقودوا الحركة مستجيبين لمتطلبات العصر.
أسوأ ما تمخض عنه المؤتمر أن عدم إعادة الاعتبار لجيل الشباب سيعمل على إشاعة أجواء من عدم الثقة في كامل الحركة الوطنية وعلى رأسها فتح.
وعل كل غيور على هذه الحركة العريقة أن يقول لا لزمن الشيوخ في فتح.
فيما يلي قائمة بأعمار أعضاء اللجنة المركزية