الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مؤتمر فتح السابع إنجاز وتحديات / بقلم: سامي سرحان

2016-12-06 11:32:47 AM
مؤتمر فتح السابع إنجاز وتحديات / بقلم: سامي سرحان
الحدث

 

انعقد المؤتمر العام لحركة فتح رقم 7 بشكل سلس وسط حضور عربي ودولي وحزبي وفصائلي أضفى على المؤتمر وعلى حركة فتح شرعية ليس من السهل تجاوزها.

 

وتجاوزت فتح العقبات التي أريد لها أن تعترض مسيرة حركة فتح، وقيادتها المنظمة، والنضال الوطني الفلسطيني.

 

والمتابع لأعمال المؤتمر والأجواء التي أحاطت به يكتشف أن المؤتمر أنهى أعماله في يومه الثاني، بعد الكلمة المطولة الجامعة والشاملة التي قدمها الرئيس أبو مازن الذي أعيد انتخابه بإجماع أعضاء المؤتمر رئيسا للحركة.

 

أبو مازن أبدى حيوية، ونشاطا، وحضورا ذهنيا، وسرعة بديهة، ومرحا غير معهود لفت أنظار أعضاء المؤتمر والمتابعين للحدث على شاشة التلفزيون، الذي نقل الكلمة الجامعة التي استغرقت ثلاث ساعات متوالية دون ورقة مكتوبة أو انقطاع في الأفكار.

 

لقد أبدع أبو مازن، وأبدى لياقة وكياسة استحق بها عن جدارة أن تجدد له البيعة رئيسا للحركة وما يترتب على رئاسته للحركة من رئاسات للدولة، والسلطة، والتنفيذية.

 

لقد أعفى أبو مازن لجان المؤتمر المتعددة من البحث والاستقصاء والنقاش بخطابه الشامل الذي استغرق إعداده ثلاثة أشهر، وبالتالي وفر للجان المؤتمر قاعدة انطلاق لاجتماعاتهم، وإعداد تقاريرهم التي جاءت مصبوغة بلون الخطاب، فرسمت الخطوط العريضة لبرامج وسياسات حركة فتح في المرحلة المقبلة، وبالتالي لسياسات منظمة التحرير الفلسطينية باعتبار حركة فتح القاطرة الرئيسية التي تقود النضال الوطني الفلسطيني.

 

وما يمكن تسجيله من مخرجات لهذا المؤتمر أنه تجاوز مرحلة التشكيك بوحدة الحركة، فانتهى الحديث المبالغ فيه عن انشقاقات، وتيارات، وشخصنة الحالة الفتحاوية من وراء ظهر الحركة، ولكن الحديث عن ترتيب البيت الفتحاوي سيظل مستمرا لغايات في نفس يعقوب.

 

وبمجرد انعقاد المؤتمر والإصرار على عقده في التاريخ الذي حدد له نهاية تشرين الثاني سجلت حركة فتح وقيادتها استقلالية قرارها، ورفضها التبعية، والاحتواء، والتدخل في شؤونها الداخلية.

 

ولأن قضية فلسطين هي القضية المركزية للعرب فإن التدخل في شؤونها سيظل قائما، وبمقدار حرص المؤتمر على وحدة حركة فتح، واستقرار قرارها أبدى المؤتمر حرصا مماثلا على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإنهاء الانقسام الذي وصف بالبغيض.

 

وقدم الرئيس آليتين للخروج من الانقسام البغيض، الأولى بتشكيل حكومة وحدة وطنية للتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية في فترة زمنية محددة، وإلى الدعوة لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني القائم حاليا في غضون ثلاثة أشهر من اليوم؛ لتجديد الشرعية الفلسطينية في انتخاب رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية، وتشكيل المجلس المركزي، وتشغيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.

 

ويبدوا أن إصرار قيادة فتح على دعوة المجلس الوطني للانعقاد يماثل إصرارها على عقد مؤتمر الحركة، فلا مفر منه، ولا مجال للمماطلة أو التأجيل،فلا بد من تشكيل حكومة وحدة وطنية للإعداد لإجراء الانتخابات، و دعوة المجلس الوطني، ولا مكان لمفاوضات مراثونية جديدة، وأما ما صدر عن أطراف المشهد الفلسطيني من ردود فعل، فيبدو أن الحال سيظل على ما هو عليه، تبنى المؤتمر النهج السلمي الذي اختطه أبو مازن منذ تولى رئاسة السلطة الوطنية، ورئاسة حركة فتح، وهو نهج قائم على المفاوضات، وتدخل المجتمع الدولي للمقاومة الشعبية السلمية، وكان المؤتمر في بيانه الذي تلي في ختام أعماله قد نص على تبني المقاومة المشروعة، ولم يزد في توصيفها على ذلك، رغم أن حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو ترفض السلام وتواصل في الاستيطان، وتدمير حل الدولتين، ولعل هذا النص يوفر أرضية صالحة للوحدة الوطنية، وتقوية الصف في مواجهة الاحتلال والاستيطان وتحقيق أهداف النضال الفلسطيني في إقامة الدولة والاستقلال ودحر الاحتلال، ويبدو أن الرئيس أبو مازن يبدي تفاؤلا لا حدود له عندما أكد في خطابه الافتتاحي والختامي على أن عام 2017 سيكون عام الدولة الفلسطينية القادمة لا محال.

 

لكنه يرى أن الجهادالأكبر ينتظر حركة فتح بعد أن أنهت مؤتمرها الذي هو الجهاد الأصغر.

 

وعلى المستوى القيادي استكمل أبو مازن تجديد قيادة الحركة التي بدأها في المؤتمر السادس، ولم يتبق من القيادة التاريخية للحركة سوى ثلاثة أعضاء في اللجنة المركزية، وجودهم شرفي، ودائم بعد أن مضى بهم العمر ولم يعودوا قادرين على العطاء بحكم السن.

 

وجدد المؤتمر النتخاب معظم أعضاء اللجنة المركزية الذين انتخبوا في المؤتمر السادس، وأدخل إلى اللجنة المركزية أعضاء جدد هم الحاج إسماعيل جبر، وروحي فتوح، وأحمد حلس من قطاع غزة، وسمير الرفاعي من الساحة السورية، ودلال سلامة المرأة الوحيدة حتى الآن في اللجنة المركزية، وخرج من المركزية كل من الدكتور نبيل شعث، والطيب عبد الرحيم، وعبدالله الإفرنجي، وهم من الجيل الثاني من مفجري الثورة ومطلقي الرصاصة الأولى.

 

ولم يحالف الحظ أيا من المرشحين للجنة المركزية الذين فشلوا في انتخابات المؤتمر السادس عام 2009.

 

 يعتبر مؤتمر فتح السابع بامتياز مؤتمر الجيل الثالث والرابع جيل الشباب والمرأة تحت رعاية رئيس الحركة الرئيس أبو مازن، وهو الجيل الذي تحمله الحركة مسؤولية قرارات مؤتمرها التي تحتاج لجهد جميع أبناء الحركة وقيادتها للوصول لبنة لبنة وخطوة خطوة إلى تحقيق حلم الدولة المستقلة.