أخضعوني لعملية تعديل لشحنات الكهرباء في دماغي، وهي ما تعرف ب "جلسة كهرباء"، غاب عني الوعي بعد ارتجاف هائل لأطرافي، واهتزاز سريع لجسدي.
في اليوم التالي أخبرني صديقي- الذي سبق له أن ادعى كونه طبيبي النفسي- بأنَّ شفائي بات وشيكاً، وقريباً سوف أعود إلى بيتي.
بيتي؟! ولكن ألم أخبركم بأنَّ هذا هو بيتي الذي جلبت حبيبتي إليه هربا من غضب عائلتها التي عارضت زواجنا بسبب اختلاف الدين؟ أجل لقد سبق وأخبرتكم بذلك. لماذا تصرون على تسمية هذا البيت الذي تتقافز في زواياه صور حبيبتي، و تنتشر رائحة حاجياتها الصغيرة في كل ركن منه، وتدنو مني أصوات ضحكاتها كلما هب النسيم.. لماذا تدعون أنه مصحة عقلية؟
أعود وألتفت من جديد نحو المرأة الغريبة المواظبة على زيارتي برفقة طفلة ذات عامين، وضفيرتين بطول سبابتي. أراها تحدق في فراغ خلف أذني اليسرى. أتحسس المكان الذي تسقط عليه أشعة عينيها؛ فأشعر بارتباك.. ليس لديَّ أذن!
تقول لي وهي تحتضن الطفلة التي تغفو بين ذراعيها: لقد ضحكوا مقهقهين وهم يشاهدون كلابهم تقضم أذنك، وأصبع يدك الخنصر
رفعت كفي مسرعاً أمام وجهي.. لم يكن قد بقي من كفي اليمنى سوى الأصبع الوسطى.