لقدْ بالغْتُ في وجعي قليلا
أو كثيرا
لست أدري
واشتعلتُ كما جراحِ سحابةٍ تذكي حرائقها الرعودُ
على كتفي حملتُ العمرَ
وانطلقتْ خطايَ تعلّمُ المعنى المتاهَ
على يدي قلبي حدائقه بلا ماءٍ
وفي دمهِ أقامَ الكونُ مأدُبة التغرّبِ
فاستفاق الجرحُ
وانتبهَ الشرودُ
فهمتُ بأنني عبثٌ إلهيٌّ أضاءَ الليلَ في عينيَّ
فانتصرتْ ظنونُ العصفِ بي زمن
ا وغاب الغيبُ
وانكسرَ الوجودُ
لقدْ بالغتُ في غضبي قليلا
مثل جوعٍ يطحن الأضلاعَ
غنَّيْتُ الجموحَ الرّحبَ
رتّلتُ الشتائمَ كي أقول لطفلِ روحي:
نمْ كثيرا مثل قبْرٍ
كي ترى في الحلمِ وجها كم أعاد رؤاك من كهفِ الكآبةِ
كيْ يراكَ الحلمُ وجها ما به نزفٌ
وكنْها غير مكترث بكنْهِ الذبحة الأقسى
ونبضا مثل نهر في الغياهب لا يعودُ
لقد بالغتُ في غضبي كثيرا
كنتُ ريح الطيش تعصف بالمكان
وتستريحُ على فناءٍ قاهرٍ
فمه رعاةُ الأمسِ
حيرتُهمْ نشيدُ
لقدْ بالغتُ في عمري ..
وقدْ جربْتُ في العشرينَ أنْ أقضي على جسدي
فكيف تركتها تمضي بدوني صوبَ ماض لا يجيءُ
وتهتُ وحدي في حياة قحبةِ الخطواتِ تفرح بي
فتبكيني اللّحودُ
لقد بالغتْ حين همستُ في أوجاعِ أمي
سوف أرحل عن قريب
فاستحالتْ روحها دمعا
وشيعنا الحشودُ
وقد جرحتُ ندى البلاغةِ
حينَ ثرتُ على الحبيبةِ مثل بركانٍ لعينٍ
ليس مثلي منْ يُقالُ له...
بكيتُ على مواجعها التي اقترفتْ يدايَ
وبتُّ أفتلُ حبلَ دنيايَ المعلّق في الأفولِ
ومتُّ وحدي لستُ أعرفُ ما أريدُ