الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مؤتمر إعمار غزة.. "بارقة أمل" لإعادة الحياة المتوقفة للعمّال

2014-10-11 08:06:17 PM
 مؤتمر إعمار غزة..
صورة ارشيفية
 
الحدث- هداية الصعيدي
 
يعلق رائد الكفارنة، صاحب شركة مقاولات ومصنع للخرسانة "الباطون"، جلّ آماله على مؤتمر إعادة إعمار غزة، لتدّب الحياة في مصنعه من جديد، ويتوقف عن نعته بـ "المهجور".
فبعد أن كان يضج المصنع بصوت الآلات والعمّال، أصبح الهدوء سمته، فقد تعطل عن العمل، منذ سنوات بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، لأكثر من ثمانية أعوام، ومنع إسرائيل إدخال مواد البناء.
ويشير صاحب المصنع إلى سيارات ملأت أرضية المكان، والأثاث الذي اعتلاه الغبار، وقال للأناضول:" المصنع مهجور منذ سنوات، لا توجد مواد بناء في غزة حتى نأتي هنا ونعمل".
وأضاف:" لقد أوقفت جميع الموظفين عن العمل، هذا يعني أن 200 فرد يعيلون أسرهم فقدوا مصدر رزقهم، وأصبحوا فقراء، وبالتالي تضررت العديد من القطاعات الأخرى".
ويأمل الكفارنة، بأن تكلل جهود مؤتمر الإعمار بالنجاح، مضيفًا "نحن الطبقة العاملة أكثر الفئات تضررًا من توقف حركة البناء، نتمنى أن ينجح وتعود عجلة البناء للدوران، فعلينا تتوقف قطاعات عديدة أيضًا، وبعملنا سننعشها، ونخشى فشل الإعمار أكثر من السياسيين".
ويعقد يوم غد الأحد، مؤتمر إعادة إعمار غزة، في القاهرة، بمشاركة موفدين من نحو 50 بلد، ونحو 30 وزير خارجية، بهدف توفير الدعم الدولي لإعادة تعمير ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
ووفقاً لتصريح سابق للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويحتاج إعمار القطاع بعد الحرب التي شنتها إسرائيل في السابع من يوليو/ تموز الماضي واستمرت 51 يوماً، إلى نحو 7.5 مليار دولار أمريكي.
وتشهد حركة العمران في غزة حالة سكون تام، ولا يكاد يرى المّار في شوارع وأزقة القطاع المحاصر، أي بيت يشيّد.
ويصف المواطن، أسامة جابر، ظروف حياته، وأحواله المعيشية بـ "السيئة والقاسية جدًا"، قائلا للأناضول:" توقفت عن عملي في مجال البناء بسبب الحصار الإسرائيلي، ولا أجد أي فرصة عمل أخرى،  فمن أين لي أن أوفر لأسرتي احتياجاتها".
ويتمنى جابر، الأب لثمانية أطفال، "أن يخرج الساسة والمسؤولون عن قضية إعمار غزة بنتائج إيجابية تمكّنه من العمل مجددًا، حتى يوفر لطفله، ثمن علاج لين العظام، الذي يكلفه شهريًا 600 شيقل إسرائيلي، وهو ما يعادل "200 دولار".
ويقول جابر، صاحب القامة القصيرة، "لقد قصف منزلي خلال الحرب الإسرائيلية وعائلتي الآن بلا مأوى، نحن نمكث داخل مدرسة إيواء، ولا نعرف أين نذهب، لا نريد شيئًا سوى العمل والسترة من الله".
وأضاف:" آمالنا كبيرة على مؤتمر الإعمار، إذا نجح سنجد الطعام لأطفالنا، وهذه أمنيتنا".
ووفقًا لإحصائيات لوزارة الأشغال العامة والاسكان الفلسطينية، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية  بتدمير نحو 9آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي.
ويعدّ مؤتمر القاهرة، "بارقة الأمل" لعامل البناء يعقوب رائد "22 عامًا"، فالحصول على فرصة عمل بديلة في غزة "أمر شبه مستحيل" أمام أرقام البطالة التي تزداد يومًا بعد يوم على حد تعبيره.
ويقول للأناضول:" نريد أدنى حقوقنا، عمل وقوت في نهاية اليوم أوفره لـ 18 فردًا أعيلهم، ندعو الله يتفهم السياسيين أحوالنا المعيشية السيئة، وأمنياتنا التي نعلقها على المؤتمر، ويسعوا جاهدين لإنجاحه".
ووفقاً لمركز الإحصاء الفلسطيني، فقد ارتفع معدل البطالة في قطاع غزة إلى 40% في الربع الأول من عام 2014.
وقال الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، في بيان صحفي أصدره مؤخرًا، إنه تم تسريح أكثر من 30 ألف عامل من وظائفهم، بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مما رفع نسب البطالة لأكثر من 55%.
ولا يفارق التفكير عقل أشرف أبو زيد "40 عامًا"، حول كيفية تدبير متطلبات أسرته، في صباح كل يوم.
ويقول أبو زيد، الذي كان يعمل سائقًا لإحدى سيارات خلط وضخ الخرسانة "الباطون"، "إنه لم يجد فرصة عمل أخرى منذ أن توقفت شركة المقاولات التي يعمل بها عن العمل.
وأضاف:" النار تشتعل في قلبي كلما شاهدت أبنائي ينامون بلا طعام، لقد تراكمت عليّ الديون كثيرًا ولا أعرف ممن أستدين بعد الآن".
ودعا أبو زيد، صاحب الرداء الأزرق والبشرة السمراء، "الجهات الحقوقية والدولية للضغط على إسرائيل وإنجاح جهود المؤتمر، رأفة بحالهم وحياتهم المتعطلة منذ سنوات".
وأكثر ما يخشاه الشاب أمين يعقوب، "27 عامًا"، هو أن يقدم صاحب المنزل على طرد أسرته، إن لم يستطع تدبر أمره وتوفير قسط من قيمة الإستئجار المتراكمة منذ أشهر".
وأضاف يعقوب، عامل البناء، "لا أملك شهادة جامعية للبحث عن وظيفة حكومية، وحتى إن كنت أملك هناك الآلاف من حملتها لا يجدون عمل، ولا أجد أي عمل دائم، أتمنى أن أعود إلى عملي قريبًا، أريد لإخوتي أن يعيشوا حياة كريمة".
وتخرج مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، سنويا حوالى 30 ألف طالب وطالبة سنويا وتبلغ نسبة العاملين منهم 25%، والعاطلين عن العمل 75%، وفق إحصائيات مركز الإحصاء الفلسطينى.
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم 26 أغسطس/ آب الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، لوقف إطلاق النار بينهما، بعد حرب إسرائيلية دامت 51 يومًا، أسفرت عن مقتل 2165 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 11 ألف آخرين.
ومنذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس″ عن حكم السلطة بغزة، وتشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي.