السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

من يحمي الأردن؟

2016-12-19 10:45:10 AM
من يحمي الأردن؟
رولا سرحان

 

دقت أحداثُ الكرك بالأمس ناقوس الخطر للمرة الرابعة، فتلك لم تكن العملية المسلحة الأولى التي تتعرض لها الأردن خلال العام الحالي، فقد سبقتها 3 اخر. وإن نجح الأردن نسبيا وحتى الآن في الحفاظ على الاستقرار الأمني، بفعل كفاءة الأمن الأردني فإنه في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، فإن مسألة الاستقرار ستكون نسبية.

 

جواب السؤال أعلاه لن يكون إلا من خلال أبناء الأردن، الذين خرجوا مع عناصر الامن بالأمس ليقتحموا قلعة الكرك، والذين اصطفوا إلى جانبهم وخلفهم لتصفية الخلية المسلحة.

 

الأردنيون يعرفون أن أي تهاونٍ في محاربة أي تهديد خارجي لأمنه، يعني دخول الأردن في دوامة الفوضى الغارقة فيها دول عربية مجاورة له.

 

والأردنيون لا يريدون أن تخرج داعش من تحت اقدامهم كنبتٍ شياطني آتٍ من جهنم.

 

هم يعرفون أن التطرف الفكري والديني وداعش لم يجلبوا سوى الدمار لدول الجوار، ولم يجلبوا معهم لا الإسلام ولا الاستقرار ولا الخلافة الرشيدة والرغيدة.

 

التركيبة القبلية والعشائرية للأردن، والتي كانت في كثير من الأحيان سببا لتوجيه الانتقادات له، ستكون هذه المرة عاملاً مساعدا في حمايته، لانها ستحافظ على تماسكه، وستحميه تماماً كما حدث بالأمس في الكرك المعروف عن تركيبتها بأن تركيبةٌ بدوية قبلية وعشائرية.

 

دول الخليج عليها ايضاً أن تراجع حسابتها السياسية تجاه الأردن، وأن توجه لنفسها سؤالاً جوهرياً: لم تم وقف المنحة الخليجية للاردن المقدرة بـ5 مليارات، وهي تعلم أنه من الصعب على الأردن ان يأخذ موقفاً اكثر مباشرة ووضوحاً تجاه الاحداث في سوريا الدولة الحدودية التي ستكون بوابة الجحيم المفتوح على المملكة.  

 

الساعاتُ لم تكن ثقيلةً على الأردنيين وحدهم وهم يتابعون تفاصيل عملية الاعتداء المسلح في الكرك على رجال الأمن والمواطنين والسياح، بل كانت ثقيلة على الكثيرين منا كفلسطينيين فنحن لا تفصلنا عن الأردن لا جغرافيا ولا تاريخ أو ديموغرافيا.

 

طويلة كانت لأننا لا نريد أن يحل بالأردن ما يحل بدول عربية أخرى كسوريا والعراق، لكننا ما زلنا نعرف أن الأردن وشعبه سيرددون مؤمنين أن أمن الأردن دونه الأرواح والمهج.