قَلْعةُ "اشْكيف"
مَهْدُ النَّبُؤةِ الصّاعِدة
مِنْ أكُفّ جدّاتِنا الخالِداتْ
يَحمِلْنَ الحِجارةَ
في جُحورِ أثوابِهنّ اللاهِبة
يَلْثُمْنَها
يُمَسّدْنَ سَطْحَها المُجَعّدِ مِنَ الْقَهر
يُقَدِّمْنَها هَدِيَةَ الْعيدِ الْمَسلوبِ
مِنْ مُقَلِ الطّفولةِ الثّائِرة
في طُرُقاتٍ قابِضَةٍ للمَوتْ
تِلكَ القاماتِ الشّاهِقةِ السّامِقةِ
في وَجْهِ الطّغاة
لَنْ يُرْهِبَها زيفُ الْحربِ الواهِنة
لَنْ يُرجِفُها أقزامُ المُحْتلِّ الغاشِمة
لَنْ يُثني عزائِمَها الْمَنحوتةَ
من جبالِ الْمَجدِ
غانياتُ الْمراقصِ الدّولية
ولا محافلُ
تُزاوَجُ فيها كؤوسُ الْخيانةِ
بِنَبيذِ الْغَدرِ الْمُعَتّقِ
في خمّاراتِ الْموتِ
الْ فاحَتْ روائِحُها النّتنة
دباباتُ المُحتلِّ الْ تَحْصُدُ الأرواحَ
في حَيّنا
لمْ تُرْهِبني يَوما
وأنا الطّفلةُ الْ شبّتْ على رنينِ الْقيدْ
أُرضِعَتْ الحَنْظلَ منْ شَجرِ الزّقومِ
المُترامي على طُرقاتِ الصّهيونيةِ
الْمُستوردةِ
مِنْ أقاصي الْبلادْ
حَيْثُ الْفسادْ
وحَيْثُ الدّنسِ
والأكاذيبِ المَنسوجةِ
على أنْقاضِ اليَهوديّةِ
مُنذُ أرْذلِ الْعُمرْ
شهداؤُنا سَتُراسِلُنا مِنْ تَحْتِ التّرابْ
رسائلَ مِنْ حُبٍّ وحَرْبْ
مُضمّخةٌ بِعبَقِ دمائِها الشّهية
مَختومةٌ بِخِتْمِ الدّمعِ العَصيِّ
عَنِ النّزفْ
سَتَرْجونا
ألّا نَنْسى
حِكايةَ وَطَنْ
ولا نُمَزّقَ
ثَوْبَها المُوشّحَ بالأمَلْ
ولا نُلقي
بِقصيدَتها الْ مازَتْ أمانينا
في بطونِنا الْ أتْخَمها الصّمت
ومزّقَ أحشاءَها خناجرُ الخيانةِ
المَغموسةِ
في مُسْتنقعِ أزلامِ...الْوطن