السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

د. محمود الزهار للحدث: اتفاق الشاطئ جاء لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة

2014-05-13 00:00:00
د. محمود الزهار للحدث: اتفاق الشاطئ جاء لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة
صورة ارشيفية

الحدث - غزة: حامد جاد 

يرى الدكتور محمود الزهار، أحد مؤسسي حركة حماس وعضو مكتبها السياسي، أن تنفيذ اتفاق المصالحة الذي وقع في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، لا يحتاج لأي اجتهاد من الطرفين كما لا يحتاج للخوض   في تفاصيل جديدة معتبراً أن تفاصيل ملفات المصالحة كافة تم التوافق عليها في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة وجاء اتفاق الشاطئ لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

ولم يخف الزهار مخاوفه من إمكانية أن يكون توجه الرئيس محمود عباس للمصالحة بغرض تحسين شروط التفاوض مشدداً في هذا السياق على ضرورة توفر الإرادة السياسية وتهيئة الأجواء اللازمة لإنجاح المصالحة عبر خطوات عملية أولها تخلي الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية عن ملاحقة عناصر الحركة والمقاومة وعدم المساس بالحريات.   

وفي مقابلة أجرتها الحدث أجاب الزهار عن جملة من الأسئلة ذات العلاقة باتفاق المصالحة والتحديات التي تواجه الاتفاق ومدى التزام وجدية الحركتين “فتح وحماس “ بتنفيذ الاتفاق وفيما يلي نص المقابلة.

س: ما هو تقييمكم لمدى جدية والتزام طرفي الانقسام بتنفيذ اتفاق المصالحة؟

حماس لديها الجاهزية التامة لتنفيذ كل ما اتفقنا عليه في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة دون اجتهاد أو خوض في التفاصيل حيث تم التفاهم والاتفاق بين كل الأطراف على ملفات المصالحة كافة وستثبت الأيام القليلة القادمة مدى جدية والتزام حماس بتنفيذ اتفاق الشاطئ ولكن يبقى السؤال ما مدى جدية الطرف الآخر في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وهل لدى الرئيس أبو مازن وأجهزة الأمن في الضفة الغربية الحافز للتنفيذ وعدم الإخلال بالاتفاق.  

وأضاف حماس جادة في تنفيذ المصالحة فالحكومة في غزة أفرجت مؤخراً عن سبعة معتقلين من أنصار حركة فتح كخطوة على طريق تعزيز جهود المصالحة الوطنية وإحراز تقدّم فيها ما يؤكد حرص الحركة على تحقيق المصالحة، وذلك في الوقت الذي تستدعي فيه الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية 57 عنصراً من عناصر حركة حماس على خلفية مشاركتهم  في تشييع جثمان الشهيد عز الدين المصري مبيناً أنه لم يذهب أي أحد من الأسماء التي استدعتها أجهزة أمن السلطة لمقار الأجهزة الأمنية التي استدعتهم فالحريات هي أساس المصالحة.   

س: هل هذا يعني عدم جدية الطرف الآخر في المصالحة؟ 

السؤال هنا لماذا يريد الرئيس «أبو مازن» الآن المصالحة هل هي محاولة منه لتحسين شروط التفاوض، وفي حال استجابت إسرائيل وأمريكا هل سيستمر في التفاوض لذا فالوضوح  في ملفات المصالحة وتوفر الإرادة السياسية يعد عاملاً رئيسياً في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه على أرض الواقع كما أن تهيئة الأجواء ضرورية لإنجاح المصالحة وتطبيق بنودها وفقاً للكيفية التي تم الاتفاق عليها وتجربتنا السابقة مع الرئيس أبو عمار عندما واجه مأزق التفاوض ومورست عليه ضغوطات قرر اللجوء للعمل المسلح ودفع ثمناً باهظاً نتيجة موقفه وتصرف كما يجب. 

س: هل يعني أنه بمجرد تشكيل الحكومة أنكم قطعتم شوطاً كبيرا في المصالحة؟ 

ليس بالضرورة لو تم تشكيل حكومة الكفاءات أن نكون قطعنا شوطا كبيرا على طريق المصالحة فحركة فتح تريد حكومة وانتخابات تشريعية ونحن نريد ذلك إلى جانب تمسكنا بثوابت لا يمكن المساس بها فكتائب القسام والأذرع العسكرية الأخرى لفصائل المقاومة يجب أن لا يتم المساس بها ولن  نسمح بالمساس بأي شخص منها كما لن نعطي الغطاء لنزع سلاح المقاومة ولن نسمح للأجهزة الأمنية التي تأسست في زمن السلطة القديمة أن تعود مجدداً للتعاون مع إسرائيل، وبالتالي فإن المصالحة لن تؤدي بأي شكل من الأشكال إلى خضوع نشطاء المقاومة في غزة لسيطرة الرئيس أبو مازن ما يعني في ذات الوقت أن تجربة الأمن الوقائي في غزة لن تتكرر ولن نقبل بدور هذا الجهاز “سيئ السمعة “ في الضفة الغربية  وهذه القضايا والثوابت يجب على الجميع أن يتبناها وأن لا يحاول أحد المساس بها لضمان إتمام وإنجاح المصالحة ومواجهة التحديات التي تقف في وجهها والتي لا تتمثل فقط بتهديد إسرائيل بقطع الرواتب وموقف الإدارة الأمريكية المتماهي مع الموقف الإسرائيلي بل أيضاً في موقف بعض الأجهزة الأمنية الذي سيؤثر سلباً على الوضع في الضفة الغربية على وجه الخصوص.       

س: كيف تنظر إلى التحديات التي تواجه اتفاق المصالحة 

 التحديات التي تقف في وجه اتفاق المصالحة لا تقتصر فقط على التهديدات الاسرائيلية بوقف تحويل أموال المقاصة الى خزينة السلطة في رام الله والتهديد المتواصل الذي تمارسه على السلطة باتجاه عدم تمكينها من دفع رواتب الموظفين كما أن التحديات الأخرى لا تتمثل في موقف الإدارة الأمريكية المتماهي مع الموقف الإسرائيلي ويصب في الاتجاه نفسه المتعلق بممارسة الضغوط المالية على السلطة بل هناك تحديات أخرى تواجه المصالحة ومنها موقف بعض الأجهزة الأمنية ودورها في التنسيق الأمني الذي سيؤثر سلباً على الوضع في الضفة الغربية على وجه الخصوص وهنا نؤكد مجدداً أنه لا يمكن بأي حال من الاحوال الخلط في الرؤى بين برنامج المقاومة  والتعاون مع إسرائيل، وهناك عوامل وتحديات أخرى تواجه اتفاق المصالحة على مستوى التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية وبالتالي لابد لنا وأن نقر بأن هذه التغيرات تعد واحدة من التحديات التي تواجه اتفاق المصالحة. 

«لا بد وأن يعلم الجميع أننا “حماس”  أصحاب نهج ورؤية واضحة ونحن أصحاب مشروع أمة، هذه الأمة التي تضم كل المكونات العرقية، ولا يمكن أن تقبل فلسطينيا بتقسيم الأرض فالتقسيم يتناقض مع رؤيتنا الدينية وليس بين صفوفنا من يحيد عن هذا النهج  فأبناء الضفة وأهلنا في الأراضي المحتلة عام 48 متمسكون بهذا المشروع الذي نؤمن به رغم كل الانجرافات من حولنا». 

س: ماذا عن مستقبل الموظفين المدنيين بما في ذلك إمكانية عودة المستنكفين منهم عن العمل إلى وظائفهم؟  

لن نسمح بالمساس برواتب الموظفين وسنعمل على تعزيز استقرارهم الوظيفي وهذا متفق عليه ولكن بالنسبة لمن كان يعمل في وزارات ومؤسسات السلطة واستنكف عن العمل منذ منتصف عام 2007 فرأيي الشخصي وهذا ليس موجود بالاتفاق “لابد وأن يعملوا هؤلاء لسبع سنوات مجاناً فالرواتب التي تقاضوها خلال السنوات السابقة حرام فهم امتنعوا عن العمل فكيف يتقاضون رواتبهم وهم لايعملون وهذا كما قلت رأي شخصي”. 

س: كيف تنظر لتوقعات الشارع بانفراج الأوضاع المعيشية عقب تشكيل الحكومة؟

يجب أن لا نعلق آمالاً عريضة وأن لا نرفع كثيراً من سقف توقعاتنا في هذا الشأن فأمريكا التي تقدم مساعدات للسلطة من أكثر دول العالم مديونية أما الانفراج الاقتصادي في حال أعاد الاحتلال فتح المعبر «معبر كرم أبو سالم» في الاتجاهين كما كان عليه الأمر بالنسبة لمعبر المنطار “كارني” قبل الحصار فمن الممكن أن يتحسن الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين ولكن هذا الأمر يتطلب أن يلعب الرئيس أبو مازن دوراً بارزاً في حث الدول على دعم ومساندة الحكومة المقبلة والضغط على إسرائيل من أجل رفع كافة أشكال الحصار. 

س: كيف تنظر إلى فرص فوز حماس في الانتخابات المقبلة 

هناك جملة من العوامل التي ستجعل الناس تنتخب حماس  ففي عام 2005 عندما حققت حماس فوزاً ساحقا في الانتخابات البلدية التي جرت في أكبر مدن الضفة الغربية وذك قبيل فترة وجيزة من بدء الانتخابات البرلمانية  ثم حققت فوزاً كبيراً في الانتخابات البرلمانية كل هذا يعبر عن ثقة الناخب بنهج الحركة وبعد فوزها في الانتخابات عام 2006 لمس الشارع الإنجازات التي حققتها على صعيد تحقيق الأمن الداخلي الذي عانى المواطن في قطاع غزة من غيابه لسنوات طويلة إضافة إلى العديد من الإنجازات ومنها ما تم إنجازه من مشاريع الطرق والمشاريع الزراعية التي حققت الاكتفاء الذاتي في العديد من السلع “لذا لن أخوض في توقعات فوز الحركة في الانتخابات المقبلة «.


س : قيل إنه كان لك الدور الأبرز في تسريع التوصل السريع لاتفاق الشاطئ وأنت من أضفت الصيغ والتعديلات التي ساهمت بتذليل العقبات، هل هذا صحيح؟

لا أفضل الخوض في هذا الأمر، فالوضوح في كافة ملفات المصالحة يفترض أن يشكل العامل الأبرز في التزام الطرفين بتنفيذ الاتفاق وهذا ما نتطلع إليه فليس هناك أي لبس في ما تم الاتفاق عليه وبالتالي هناك ضرورة لتهيئة الأجواء لإنجاح اتفاق المصالحة وأن يلتزم الجميع بتطبيق بنود الاتفاق وفقاً لما تم التفاهم عليه دون أي خلافات أو اجتهادات اضافية كشرط أساس لإتمام المصالحة بما يترجم على أرض الواقع التوافق الوطني بين الأطراف كافة. 

س: ما مدى صدقية ما أثير حول التقارب بين حماس ودحلان؟ 

“المصلحجية والمنفعجية» هم الذين يتقاربون ويتباعدون مع دحلان بحسب مصالحهم  ولكن نحن في حماس بيننا وبين دحلان دم وعندما كنا في مكة في شباط عام 2007 ونعمل على التوصل لاتفاق مكة  قتل القيادي في كتائب القسام «الذراع العسكرية لحركة حماس» محمد بكر أبو كرش رغم أننا كنا نسعى ونعمل جاهدين على وقف كافة أشكال الاقتتال الداخلي فكيف يمكن أن يكون هناك تقارب بيننا وبينه.   

س :  لماذا يصفونك بالأكثر تشددا في حركة حماس 

 

هناك فرق بين التشدد والالتزام بما تم الاتفاق عليه وإذا عزمت على أمر فتوكل على الله في مواجهة التحديات والالتفافات وأنا لا أميل لها للتعاطي مع كل المحاولات الرامية للالتفاف على موقف أو رؤية معينة   ولا يمكن بالنسبة لي الخلط في الرؤى بين برنامج المقاومة والتعاون مع إسرائيل نحن نؤمن برؤية تحرير فلسطين كل فلسطين ومن يقول غير ذلك يجرم نفسه ومن يقبل بأقل من ذلك عليه أن ينظر في وجهه بالمرآة.