الحدث- محمد غفري
دفعت قلة فرص العمل وفوارق الأجور المدفوعة بين الضفة الغربية وداخل الخط اأخضر، عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى الإصطفاف يومياً عند ساعات الفجر الأولى في طوابير على الحواجز الإسرائيلية،
لا يحملون معهم إلا ورقة تصريح العبور إلى إسرائيل، وبعض من خيبات الأمل، التي دفعتهم للعمل لدى المحتل.
تتنوع أشكال تلك التصاريح التي يرفعها الفلسطينون صباحاً في وجه الجندي الإسرائيلي، حيث يجلس على مقعده خلف نافذة الزجاج المتسخة، هناك على حاجز قلنديا ونعلين والجلمة وترقوميا وغيرها من الحواجز العسكرية الإسرائيلية، إلا أن غالبيتهم يستخدمونها للعمل بعيداً عن الغرض الأساسي من إصدارها.
أنواع التصاريح التي يستخدمها العمال
مدير مكتب العمل في محافظة رام الله والبيرة د. سليم نخلة، سلط الضوء في مقابلة خاصة مع "الحدث" على أنواع التصاريح التي يستخدمها الفلسطينيون للعمل داخل الخط الأخضر، وبين الفوارق بين هذه التصاريح، وما يجب على العامل الفلسطيني استخدامه من بينها حتى يحفظ حقه، ولا يسرقه منه المحتل.
كانت أنواع التصاريح التي عددها د.نخلة على النحو التالي: تصريح العامل المنظم، الذي يصدر عن مكتب العمل، والتصاريح الحرة ومنها تصاريح التاجر، كذلك تصاريح الاحتياجات الخاصة، وتصريح العلاج أو المرافق للمريض.
وأكد نخلة، أن على العامل الفلسطيني أن يستخدم تصريح العامل المنظم فقط أثناء العمل داخل الخط الأخضر، لأن هذا التصريح يصدر عبر التواصل مع الجهات الرسمية الفلسطينية ذات الأختصاص، ويحفظ حقوق العامل الفلسطيني.
وأوضح نخلة، أن مكتب العمل الذي يتولى مسؤولية هذه التصاريح، هو عبارة عن حلقة وصل بين العامل الفلسطيني، والمشغل في داخل إسرائيل، والهدف من وجود مكتب العمل هو تنظيم هذه العلاقة، وتعريف العامل بحقوقه داخل الخط الأخضر.
وأفاد نخلة، أن عدد تصاريح العمل المنظمة سارية المفعول للعاملين الفلسطينين داخل الخط الأخضر لغاية تاريخ 16/9/2016، بلغت 64767 تصريحاً موزعة على مختلف محافظات الضفة الغربية.
لماذا تصريح العامل المنظم؟
حول الفارق بين تصاريح العمال المنظمة، وبين التصاريح الآخرى، بين نخلة، أن العامل المنظم الذي حصل على تصريح عمل من مكتب العمل، ويكون مرتبطا بشركة مرخصة في داخل إسرائيل، تكون هذه الشركة ملتزمة أمام دائرة الدفع بدفع كافة تعوضيات هذا العامل، ودفع التأمين الصحي، ودفع التوفيرات المترتبة على ذلك، ودفع ما يعرف بالأتعاب، بالإضافة إلى عملية دفع الراتب في موعده.
وأضاف، أن العامل المنظم يوجد له تأمين ضد إصابات العمل، وفي حال نتجت إي إصابة له في العمل، يتم علاجه داخل المستشفيات الإسرائيلية، وله بدل إجازات مرضية، وله تعويض كامل عن كل الأضرار التي تنتج أثناء وجوده في العمل.
كما يتم احتساب تأمين صحي للعامل المنظم، ويشمل كافة مستشفيات الضفة الغربية، حيث يتم تحويل هذه الأموال عن طريق وزارة الصحة الفلسطينية، كما ذكر سليم نخلة لـ"الحدث".
أما تصاريح العمل الحرة غير المنظمة، فقد أفاد مدير مكتب العمل، أن بعض العمال يفضل هذا النوع من التصاريح لأنه لا يكون مرتبط بشركة أو مشغل معين داخل إسرائيل، وبالتالي يكون له حرية التنقل من عمل إلى آخر.
وأضاف، أن أجر هذا العامل أعلى من أجر العامل المنتظم، وقد يصل راتبه إلى 500 شيقل في اليوم بحده الأدنى، إلا أنه لا توجد له أي نوع من التوفيرات، ولا يوجد له حقوق عمالية، وغير مؤمن في داخل إسرائيل ضد إصابات العمل، وبالإمكان التحايل على هذا العامل.
وحول كيفية إصدار هذه التصاريح كونها لا تصدر عن مكتب العمل، قال نخلة إن هذه الفئة من العمال تقوم بشراء هذه التصاريح إما عن طريق الإدعاء أنهم تجار والحصول على تصاريح من الغرفة التجارية على أنهم تجار، أو بطريقة ما يحصلون على تصريح تاجر.
وأردف، أن جزءا من هؤلاء يقوم بشراء التصريح عن طريق وسيط، وهذا الوسيط يكون له ارتباطات مع الاحتلال، وفي أغلب هذه التصاريح يكون مسجلا عليها إما مساعد ضابط مخابرات أو ما شابه ذلك، وهذه التصاريح تسمح للعمال بالدخول، ومن المتعارف عليه أن سعر التصريح يصل إلى 2000 شيقل في الشهر.
الجدير بالذكر أن صحيفة "الحدث" أصدرت مؤخراً سلسلة من التقارير والقصص الصحفية، تهدف إلى توعية العمال الفلسطيين داخل الخط الأخضر، والرد على الشائعات التي تتناقلها وسائل الاعلام الإسرائيلية، ورصد ظروف العمل القاسية التي تواجههم يومياً.
مصدر رسمي يكشف لـ"الحدث" تفاصيل تصاريح العمل الجديدة وآلية إصدار التصريح (أرقام)
الطريق إلى تل أبيب: صمت القبور (1)
الطريق إلى تل أبيب: أنين الجدار (2)
الطريق إلى تل أبيب: فرض الشروط (3)