الحدث - عمر زيادة
هذا الليلُ
معاولُ داميةٌ في رأسِ الطريق
أصنعُ منها رحيلاً حاداً
كتمثالٍ حادٍّ
يأخذُ شكلَ جُثّة،
أُولِمُ منها للنمورِ أيضاً
وهي تعبثُ
بأيّامِ النَّدمِ،
وكما لو أنّ الغابةَ
رقصت
لدى بابٍ مفضوحٍ على الحرير
وكما لو أنَّ يدي بادرت
بجمع العصافير من أكمامِ الجدرانِ
وتأليفِ القُرى
ساكنةً ووحشيّة،
وكما لو أنّ الأرضَ
جعلت تفرّقُ مراثيَها
على أفئدةٍ شتّى
وتكتئبُ
كأشدِّ المفجوعين _
إنه الليلُ !
ما أقساني
إذ أطفئُ منامَ القبّرة
وأردُّ على الخَمْرِ مآثرَها !
ثمّ ها أنا ذا
أمضي إلى رُكاميَ
كاملاً
وممشوقاً
لا تكذبُني الوحشةُ وعدَها
كلّما
أخذتُ بـ حواسّ مفتونةٍ
سرَّ القناديلِ
سقطتُّ
مليّاً في الرؤيا التالفة !
(حجر)
هل تدركُ يدا النحات العارفتانِ
بالمزيدِ من النقوشِ
على بَدَني الصّلْدِ
خدعةَ الخلقِ أخيراً؟
(أغنية الملك القتيل)
هذه الريح
سلّم الضغائن
إلى حركات الموت
سرّي الصغير
أو ما ألقى
المسافرُ
من خبزٍ كاسد في صحوي
واستراحَ
كملكٍ
في التفّاحة التي أفسدَ _
أنا
لا أطلقُ الريحَ من لجام يدي
ولا ألجم الرغباتِ المنشّاةَ
بسلّم الضغائن،
الريح
المنتشية كفرس بالجنوبِ البعيد
برائحة الحديد على فراء المعركة
التي ترقدُ
مثل ظلّ ناحبٍ
في خانِ النسيان _
سيّان
هذا السيفُ
وهذا الشبقُ الخالد
يسفحني
من خابيةِ الليل على بلاطِ النهار .. وأسفحهُ،
سيّانُ
دمي
وملهاةُ المهرّج_
ثمّة من سوف يحتفي بالفكاهات كلّها
ثمّة من سوف يرتّبُ
المتاهةَ
في خزانة الشغف
حيث النميمة
والوصف المتأنّي لتفّاحةٍ فاسدة،
وكملكٍ
لن يبلّغني العرشُ أكثرَ
من فضّةِ الرؤوس الداكنة أسفلَ العرش،
وكملك بائس
لا أدركُ من كثرتي في شَعبِ الغبارِ
غير وحدتي القاتلة !