الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما لم أكنه/ بقلم: أحمد زكارنة

2017-01-10 03:48:09 PM
ما لم أكنه/ بقلم: أحمد زكارنة
أحمد زكارنة

 

لكلِّ شعبٍ أو مجتمعٍ، كتّابُه ومثقفوهُ أصحابُ المقولة، أو لربما الرأيُ الأقربُ لمحلِّ النقدِ أو النقاشِ، إن صحَّ التعبير.. والشعبُ الفلسطيني ومنذُ انطلاقةِ ثورتِهِ، كانَ يمتلكُ العشراتِ من الكتابِ والمثقفينَ، أصحابِ القولِ المحافظِ على الروايةِ الفلسطينيةِ بمضامينِها الثقافيةِ والتاريخيةِ طيلةَ الوقتِ وحتى يومِنا هذا. وإن اختلفَ الحضورُ والتأثيرُ من جيلٍ لآخرَ لأسبابٍ متعددةٍ لا تتوقفُ عند انتشارِ تكنولوجيا الاتصالِ وفتحِ النوافذِ المشرعةِ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي.

 

في لحظةِ المواجهةِ، مواجهةِ الروايةِ لنقيضِتها، تحديداً في هذا العصرِ يتساءلُ البعضُ عن ماهيةِ الروايةِ الفلسطينيةِ، وحضورِ الراوي.. علماً بأن الطرحَ الثقافيَ عادةً ما يكونُ طرحاً تراكمياً لا لحظياً. ولكنه في الوقت ذاتِهِ يطرحُ أمامَنا العديدَ من الأسئلةِ الجادةِ والهامةِ في آنْ، كأنْ يُطرحُ السؤالُ حولَ  فعلِ الكتابةِ في هذا الحيزِ الضيقِ، حيزِ المواجهة، هل هي كتابةٌ فاعلةٌ ناضجة؟ أم أنها كتابةٌ متوترةٌ أو مرتبكةٌ بفعلِ توترِ اللحظة وارتباكها؟ ما أهميةُ الكتابةِ في اللحظةِ الراهنة؟ ما هي ماهيةُ لغتِها؟ ماذا عن الرؤيةِ وإلى أيِّ مدىً هي حاضرةٌ أو مؤثرةٌ خاصةً في زمنِ الانفتاحِ على شعبويةِ الكتابةِ وتأثيراتِها على المشهدْ؟

 

في غمرة مثل هذه التفاصيل، أواجهُ السؤال الأهم، من أين لي أن أحددَ شارة البدء؟

 

لحظاتُ صمتٍ وتوترٍ يفاجؤهما المزيد من علاماتِ القلقِ الشارد من تاريخٍ قال ذاتَ صفحة، لابد من شارةِ بدءٍ خصبة بنبتٍ عنيد.

 

وها هي شارةُ البدءِ تأتي بخياري المؤجل تحتَ شرطِ الأسئلة، هل سيكونُ مجردَ لغوٍ بين دفتي كتاب؟ ما الجديد الذي يمكن أن يقدمه؟ وما المختلف؟

 

هذه هي الأسئلةُ التي كثيراً ما أرقتني، وأنا أحاول البحث يوماً بعد آخر لإيجادِ ولو فكرة واحدة، تؤكد، أن الأمرَ ممكن وسيكون.

 

نعم هي اسئلةٌ شائكةٌ ولكنها مشروعة تماماً، مشروعةٌ لأن القول لم يكن يوماً مجرد لغوٍ، ولأن الحياة تُعلمنا يومياً كل جديد، ولكونِ الاختلاف لا يسجل حضوره إلا بالمحاولةِ مرة بعد أخرى.

 

من قبل، لم أكن مقتنعاً بمحاولاتي، وربما لم أكن راضياً بما يكفي لإطلاقِ شارة البدء، وما زال الرضى شعوراً بعيد المنال.

 

أهو القلق؟ اعتقد ذلك جازماً، ليس من بابِ غوايةِ القلق، ولكن لأنه الشيء الوحيد غير الملتبس أمامي في هذه اللحظة وإن رشيته بما يكفي من فرحٍ وسعادة.

 

هنا حيث لا شيء يبدأ دون  تفاصيل مزدحمة بالأحداث، جديرٌ بي أن أشكرَ كل صاحب فضل تورط معي في الاشتغالِ على هذا المنتج، عله يُشعل شمعةً جديدةً وسط هذا الظلام الملطخ بدمنِا المراق على جانبي الفعل، قريباً عن دارِ الأهلية للنشر والتوزيع. وبالكثير من الصلواتِ والدعوات أن يكونَ عند حسن الظن، اقترح بين دفتي كتاب بعض "ما لم أكنه".