الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

غارة لأجل سيجارة/ بقلم: محمد عتيق

2017-01-15 11:50:01 AM
غارة لأجل سيجارة/ بقلم: محمد عتيق
محمد عتيق

 

 

طرقات الابواب تصدح بضجيج مدوي وفي فتحة الاشناف المغتصبة توضع صواني من الطعام التي لاتسمن ولا تغني من جوع، فهذه حال وجبة  من يسكن زنازين التحقيق كيشون (الجلمة)، إذ يقدمونها لنا من أجل استمرار الحياة فقط وهناك من خلف الباب صوت يأمرنا باخذ الوجبات ليعلن وقت الغذاء .

 

وما يلبث ان يمر من القوت نصف ساعة حتى تطرق الابواب مرة اخرى ليجيء صوت يأمرنا باعادة الصواني والسؤال اذا اردنا التدخين ام لا فيسمح لنا بسيجارتين بعد الغذاء ومن شدة الملل فانه لاباس باخذ الاربعة سجائر لتغيير الروتين القاتل وبعد ان يشعل السجان احدى السجائر يامرنا بتوليع باقي السجائر من نفس السيجارة.

 

يجلس كل منا ينظر الى السيجارة تلو الاخرى وهي تحترق لعلها تغير مما نحن فيه، وفي لمحة بصر تحترق السجائر الاربعة فلا يكون هناك وقت كافي لتغيير روتين الملل وقبل نهاية السيجارة الاخيرة نجلس متسمرين لعلنا نخرج بشيء يطيل هذا الحال ,من المضحك ان امتلاكنا لبعض الادوات التافهة كان يساعدنا على قتل الملل وسرقة ساعات من الحياة لمساعدتنا على مرور اليوم، فقد كنا نمتلك بعض المحارم الورقية التي نقوم بلفها لشكل منظر الفتيلة ونقوم بإشعالها من نفس السيجارة الاخيرة حيث رفعناها الى قتحة الهواء في سقف الزنزانة وفي غضون اقل من عشرة دقائق بدانا بسماع ابواب الزنازين تطرق بسرعة حتى فتح باب زنزانتنا وفي ذلك الوقت دخل السجان على زنزانتنا ليسال اذا اشعلنا الفتيلة التي رأى اثرها على الارض و لم يستطيع تحديد مصدر اشعالها من قبل لان كل فتحات الهواء في الزنازين مربوطة ببعضها البعض حيث ملأت الزنازين برائحة الدخان وبعد مناوشة كلامية عاد من حيث اتى .

 

في الليل قدمت لنا وجبة العشاء وبعد جهد النهار ومصارعة السجانين خلدنا للنوم وبعد عدة ساعات وحين ما كنت انام على البرش الاسمنتي العلوي فجأة من حيث السكون هوجمنا برياح الغدر تعصف بنا فوجدنا انفسنا مصلوبين على حائط الزنزانة بعد ان تسللوا اليها كالجرذان دون صوت صحونا ونحن محمولين من قوة اقتحامية اقتحمت الزنزانة بدات بتفتشينا جسمانيا والكترونينا وتفتيش الزنانة التي لانملك فيها سوى فرشتين وبطانيتين, امتلات الزنزانة بجرذان الاحتلال بحيث اصبح من الصعب الانتقال من مكان لاخر يحملون الاضوية البيضاء المزعجة حيث كان هدفهم زرع الارهاب والخوف لانه لم نسمع صوت الباب عندما اقتحموا زنزانتنا ولكن جميع الاسرى سمعو صوت اغلاق الباب عند انسحاب الجرذان.