الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نتنياهو ... يطلب المخرج من اليابان !!!

2014-05-13 00:00:00
نتنياهو ... يطلب المخرج من اليابان !!!
صورة ارشيفية

الحدث - نبيل عمرو

بنيامين نتنياهو، مسكون بالخوف على مستقبل اسرائيل الاقتصادي، لهذا صارت زياراته لبلدان العالم بمثابة زيارات اقتصادية.

في زيارته الاخيرة لامريكا، منح السياسة عشرة بالمائة، والاقتصاد التسعين الباقية، وفي زيارته الحالية لطوكيو، تحدث في امرين .. الاول لمجرد مجاملة الذات، وهو تحريض اليابانيين على الايرانيين وهو يعرف ان نسبة هامة من واردات اليابان النفطية تأتي من ايران، اما الموضوع الثاني، فهو تطوير العلاقة الاقتصادية بين اسرائيل واليابان، كاحتياط اساسي في حال تمادي اوروبا الغربية في المقاطعة .

نتنياهو الذي ذهب الى اقصى الغرب والشرق لتأمين اقتصاد اسرائيل، لم يدرك بعد، ان كل النشاط الذي يقوم به، وكل الرهانات التي يعمل من اجلها لن تجدي نفعا ، اذا ما اصر على سياسته الراهنة  والقائمة على اساس ان بوسعه الحصول على كل شيء، دون ان يقدم شيئا .

ان جذر الضرر الاقتصادي الذي يخشاه نتنياهو ، هو اعتراضه الفج على التيار الدولي الكاسح  الذي لا يقبل سلوكه السياسي تجاه الفلسطينيين بالدرجة الاولى ، وما كان لأوروبا ان تفكر بمقاطعة اسرائيل ولو جزئيا، لولا ان نتنياهو اعتبر نفسه واسرائيل، معفى من الالتزام بالتقاليد الدولية، ومضمون حقوق الانسان ، التي يخالفها نتنياهو بصورة جذرية، من خلال استمرار احتلاله لشعب اخر، واستيطانه ارض الغير .

ان نتنياهو لم يختلف في السياسة فقط مع العرب والاوروبيين وحتى اليابانيين، بل اختلف كذلك مع جزء هام من حلفاءه الامريكيين ، الذين يرون في سياساته عبءً ثقيلا عليهم وعلى خططهم ومصالحهم .

فماذا سيقول لليابانيين الذين يعترفون بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ولا يقبلون الاستيطان والتنكيل اليومي بشعب اخر ، هل سيطلب مكافأة على ذلك؟ ام ان اوهامه قادته الى الاعتقاد بان اليابان كعملاق اقتصادي سيضحي بمصالحه ومصادر طاقته اكراما لزيارته ورغباته.

ان خللا جوهريا يعاني منه نتنياهو دون ان يعترف به ، وهو ذلك الانفصام المروع بينه وبين الحقائق الجديدة التي تتكرس في العالم ، فما زال رئيس وزراء اسرائيل يخاطب الكون بلغة واعتبارات اسرائيل القديمة ، اسرائيل التي تأمر فتُطاع ، تعتدي وتُكافَئ، تطرح نفسها واحة للديموقراطية في صحراء الشرق الاوسط، فيصدقها العالم ويعطف عليها ويتغاضى عن احتلالها واستيطانها. هذه هي اسرائيل القديمة التي ما تزال تعيش في وعي نتنياهو وسلوكه واعتباراته.

قد يتوصل نتنياهو الى اتفاقات تجارية وصناعية مع شركات عملاقة في الشرق والغرب، وقدد يفتح اسواقا جديدة في هذا العالم الواسع، الا ان ذلك لن يكون المخرج المضمون لإسرائيل من ازماتها، ولن يقوى في هذا الزمن على حجب الرؤية ، عن الانعزال الاسرائيلي القيمي عن العصر الذي تعيش فيه ، وهذا ليس استنتاجنا كفلسطينيين او كعرب، انما هو استنتاج رئيس دولة اسرائيل وكبار علماءها ومثقفيها.

اخيرا... ان المسافة بين تل ابيب وشيكاغو وبين تل ابيب وطوكيو تعد بعشرات الاف الكيلومترات، الا ان المسافة التي تخلقها مستوطنة بين اسرائيل والسلام تبدو ابعد بكثير.