السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | لماذا يبحث أوباما عن إرث على حساب اسرائيل؟

2017-01-19 05:53:20 AM
ترجمة الحدث | لماذا يبحث أوباما عن إرث على حساب اسرائيل؟
أوباما ونتنياهو

 

ترجمة الحدث- احمد بعلوشة

 

نشر موقع صحيفة يدعوت احرونوت باللغة الإنجليزية مقالاً تحليليا يجيب فيه على سؤال يتعلق بإرث أوباما السياسي.

 

وفيما يلي ترجمة المقال:

 

تتم تغذية لا مسؤولية الرئيس الأمريكي منتهي الولاية باراك أوباما بواسطة القيادة الإسرائيلية المتغطرسة، والتي تمكنت من رفع شأن المستوطنات وتقبلها في الوعي الدولي في الوقت المناسب للتغير الحاصل في الإدارة الأمريكية.

 

لسنوات عديدة، كان باراك أوباما معروفاً أنه شخص ذو عواطف باردة، ولديه اغتراب سياسي كبير. إذن لماذا تحولت الأمور فجأة في آخر أيامه بالبيت الأبيض، محاولاً أن يترك بصمته على ما فشل في صناعته خلال السنوات الأخيرة الماضية؟ِ

 

وما يثير القلق أكثر هو السؤال التالي: لماذا أصبحت إسرائيل بمثابة اختبار الإرث لأوباما؟ ولماذا تحاول الحكومة منتهية الولاية إثبات فشلها التاريخي في تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في كافة القضايا.

 

هناك شرخ سياسي وثقافي عميق بين الديمقراطيين، والجمهوريين الذين أمسكوا بزمام الأمور في الولايات المتحدة، فضلاً عن حرب الشرف والقيم بين أوباما والرئيس المنتخب دونالد ترامب، وأصبحت المعركة على إرث أوباما مكثفة بشكل خاص، حيث يحاول الرئيس منتهي الولايته خلق سياسة جديدة يصعب العمل عليها وعلى تغييرها بسهولة.

 

الناس في واشنطن يتحدثون حول وصول ترامب إلى البيت الأبيض على أنه ثورة، وليس فقط مجرد اضطراب سياسي. هناك لعبة محصلتها صفر تقول: كل شيء ربحته.. قمت بخسارته مجدداً، لذلك ربما يحاول أوباما الدفع باتجاه سياسات معينة كخطوة استباقية للإدارة "الثورية" القادمة.

 

الحقيقة أنه ينظر لترامب على أنه الشخص الذي سيأتي لمحو تاريخ أوباما، بما في ذلك السياسات الصحية والبيئية التي حاول أوباما صناعتها، إلى جانب تآكل التعددية الثقافية وعودتها لصالح "أمريكا البيضاء"، الأمر الذي أدى إلى حدوث انحراف خطير في الحكومة منتهية الولاية.

 

باراك أوباما لم يعد يعمل وفق تقاليد ضبط النفس، والتي اعتبرها إدارة للمرحلة الانتقالية. وهذا الأمر ينطبق بشكل خاص على القضايا المرتبطة بسياسته الأساسية التي تختلف عن رؤية الإدارة الجديدة، والموصولة مع هواجسه من ترك إرثه الخاص.

 

وقد عُرضت تفسيرات مختلفة للتغيير الحاد تجاه إسرائيل، والتي قالت بعضها: حتى وقت قريب، اختار أوباما عدم الصدام مع إسرائيل حول القضية الفلسطينية بسبب الربيع العربي، وبسبب تركيزه على القضية النووية الإيرانية. وفي العام الماضي، قال أنه يفضل عدم دعم القضية الفلسطينية، حتى لا يضر ذلك بالحملة الانتخابية الرئاسية للمرشحة هيلاري كلينتون. مضيفاً أنه يريد خلق مظهر جيد والحفاظ على القواعد الأمريكية في اللعبة. ولكن الآن.. قد تم كسر هذه الحواجز، وأصبحت إسرائيل هي بطاقة اللعب في الصراع بين أوباما وترامب.

 

ولكن إسرائيل ليست مجرد ضحية أو لاعب مجهول، وبدلاً من مرافقتهم لإدارة أوباما الضعيفة، تصرف المسؤولون الإسرائيليون بغطرسة.. وعبروا عن دعمهم الواضح لترامب، وتعزيز الميل إلى الانتقام من الحكومة منتهية الولاية.

 

لقد كان من الحماقة، أن تساهم إسرائيل في المأساة الدبلوماسية، حيث أنَّ الاحتلال في الأيام الأخيرة لولاية أوباما ووزير خارجيته جون كيري، حاول المساهمة بتوحيد المعسكر التقدمي في الولايات المتحدة وفي العالم بأسره.

 

هذه الأمور الآن، تسلط الضوء على "خطر ترامب" والتي يزعم أنها تهدد الديمقراطية الغربية. وكل ما يحدث بالتأكيد هو تشويه كامل للواقع، وانحراف خطير من قبل الإدارة الأمريكية، الأمر الذي يعزز من المبدأ الذي يوفر المبرر الأخلاقي لمنتقدي إسرائيل والمعارضين للصهيونية. ويتم تغذية لا مسؤولية أوباما وكيري من خلال القادة المتغطرسين في القدس، والذين تمكنوا من زيادة قبول المستوطنات في الوعي الدولي في الوقت المناسب لتغير الإدارة، حيث تحولت المستوطنات إلى جزء من معادلة إرث أوباما مقابل عصر ترامب.

 

أوباما لم يكن يخطط على هذا النحو، ولكن منذ تصويت مجلس الأمن المنتقم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي، أصبحت إسرائيل رهينة في المعركة الأمريكية الداخلية.

 

ويقول الكاتب: "لقد أخطأ الإسرائيليون حين جعلوا أوباما وكيري يتمكنون من البحث عن إرثهم، على حساب الإسرائيليين".