الحدث الثقافي
فازت جمعية الكمنجاتي بجائزة الأثر من مؤسسة ستارز للعام 2016، وتسلم الجائزة مؤسس جمعية الكمنجاتي رمزي أبو رضوان في حفل منتدى المشروعات الخيرية بعنوان : "تأثير جيل: الاستفادة من قوة العطاء " الذي عقد في قصر هوفبورغ في فيينا بالنمسا.
ويتركز عمل جمعية الكمنجاتي على مساعدة الأطفال الفلسطينيين في تعلم الموسيقى وخاصة الأطفال المهمشين الذين يواجهون الصعوبات في بناء قدراتهم من خلال الموسيقى.
وتعتمد مؤسسة ستارز معايير تقييم صارمة في اختيار ومكافأة المنظمات المحلية غير الحكومية والمتميزة التي تعمل على تحسين أساليب الرفاهية وتعزيز فرص الحياة للأطفال في البلدان التي تشهد أعلى معدلات في الوفيات بين الأطفال دون الخامسة من العمر.
لقد عاش الأطفال الفلسطينيون منذ عقود تحت ضغوط الاحتلال الإسرائيلي وممارساته من الغارات، والاعتقالات، والحصار، وتقييد الحركة. وبالتأكيد، فإنّ ظروف الاحتلال الذي طال أمده جلب العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بما فيها الفقر، والبطالة، والأمراض الجسدية والنفسية، والعزلة.
إنّ ما يقارب ربع الأطفال الفلسطينيين لا يذهبون إلى المدارس، وكثير منهم يعيشون في مخيمات اللاجئين. وقد تسبب الاحتلال كذلك في تدهور الفنون والتعليم الثقافي، حيث يتم توجيه الموارد الحيوية لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً مثل الغذاء والرعاية الصحية. ومع ذلك، يقول الخبراء إنّ عدم توفر وسائل ملائمة للتعبير عن الذات يجعل كثيراً ممن ينشؤون في أجواء العنف يتحولون ليكونوا عنيفين بأنفسهم في نهاية المطاف.
إنّ جمعية الكمنجاتي – التي أسسها عازف الكمان الفلسطيني رمزي أبو رضوان في عام 2002 – تسعى إلى ملئ الفراغ الثقافي الذي غالبا ما يتم تجاهله في تلك الظروف الصعبة. وتعتقد الجمعية أنّ الموسيقى تشجّع الأطفال على البقاء والعيش بشكل طبيعي وتساعدهم في خلق مساحات إبداع لهم للتخفيف من آثار ممارسات الاحتلال المدمرة.
وتختار الجمعية المدربين الأكفاء للمساهمة في إحياء التراث الموسيقي العربي وتجديده من خلال تعليم الموسيقى للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و 18 سنة في المدارس والمناطق الفلسطينية الأكثر تهميشاً.
ويتم تعليم الأطفال نظريات الموسيقى، وكيفية العزف، وصنع الأدوات الموسيقية وإصلاحها.
ويسافر أفضل الموسيقيين الموهوبين والواعدين إلى الخارج لاستكمال دراستهم في مجال الموسيقى.
وتوصل الجمعية الموسيقى إلى المناطق النائية من خلال 200 فعالية تقيمها في السنة، بما فيها مهرجان مدته ثلاثة أسابيع، والذي يجمع الموسيقيين المحليين والدوليين للعزف في فلسطين.
وقد صرحت السيدة منى وهبة – المديرة التنفيذية لمؤسسة ستارز – قائلة: "لقد نجحت مؤسسة ستارز على مدى العشر سنوات الماضية في اختيار منظمات متميّزة وتديرها قيادات محلية ومَنْحها جوائز الأثر لما لها من أثر في حياة الأطفال. وتُعدّ هذه المنظمات منارات للممارسة الفعالة، كما أنّها تعرف جيّداً كيف تنفق التمويل الذي تتلقاه ضمن الجائزة. إنّ من شأن التمويل المرن أن يساعد المؤسسات الخيرية المحلية في المضيّ قُدماً في طريقها الذي انتهجته لتصبح أقوى، ولتتمكن من تأمين مستقبل أكثر استدامة لها وللناس الذين تخدمهم".
لا بد من الإشارة إلى أن جمعية الكمنجاتي هي واحدة من بين 23 منظمة غير حكومية حول العالم تفوز بجائزة الأثر من مؤسسة ستارز لعام 2016، وقد منحت هذه الجوائز لعدة منظمات من 11 بلدا تمتد من فلسطين وحتى الفلبين.