الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صـريح العبــارة... لئلا تتحول القرارات إلى فرصٍ ضائعــة/ بقلم: تيسير الزّبـري

2017-01-24 09:29:16 AM
صـريح العبــارة... لئلا تتحول القرارات إلى فرصٍ ضائعــة/ بقلم: تيسير الزّبـري
تيسير الزّبـري

 

 

اجتماعات اللجنة التحضيرية لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في بيروت الشهر الجاري، كما تمت اجتماعات ممثلين عن الفصائل الفلسطينية في موسكو بدعوة من مركز ابحاث روسي لاستكشاف إمكانيات استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، شكلت حالة جدل واهتمام واسعة في الأوساط الفلسطينية وعلى الصعيد الإقليمي أيضاً.

 

لا يخفى على من يتابع الأوضاع السياسية في الإقليم وعلى الصعيد العالمي، أن مركزية الحالة الفلسطينية والصراع المحتد ما بين الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة ما زالت في موقعها من الاهتمام، كما لها التأثيرات الكبرى على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما يلوح به الرئيس الأمريكي الجديد "ترامب" من خطوات عدائية ضد الحقوق الفلسطينية هي دلائل على ما سوف يواجه الفلسطينيين من مخاطر جديدة  تترافق مع إعلانات عدائية ضد الفلسطينيين من أركان اليمين الديني- الصهيوني المتحالف مع حزب الليكود الحاكم في إسرائيل.

 

شعار إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، شعار لم يتقادم كما يظن البعض، وكذلك المطالبات بالعمل على تطوير وتفعيل وتوحيد كل مكونات العمل الفلسطيني في إطار قيادة وطنية جامعة ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية لم ولن تتوقف ما دام الحال على ما هو من انقسام وضعف وتآكل في دور المؤسسات الوطنية التي تحملت أعباء النضال الوطني في وجه الاحتلال وأعوانه وحلفائه طيلة ما يزيد عن نصف قرن مضى، أي منذ أول إعلان عن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1964.

 

ولذلك، نرى الاهتمام بقرارات اللجنة التحضيرية في بيروت، وخاصة في حضور فصائل انقطعت عن المشاركة في العمل المؤسسي الفلسطيني مثل الجبهة الشعبية – القيادة العامة، وطلائع حزب التحرير الشعبية "الصاعقة" ومشاركة فصائل العمل الإسلامي "حماس" و"الجهاد" لأول مرة منذ التحاقهما في النضال الفلسطيني. هذه إضافات لا يجوز التقليل من شأنها ولا من التداعيات التي سوف تتركها في حال جرى ترجمة قراراتها إلى وقائع على الأرض وأزيلت الأشواك السامة عن طريقها، ولا يخفى على المتابع للأوضاع السياسية الأهمية النوعية لعقد الاجتماعات التي تبعت انعقاد اجتماعات بيروت في موسكو عاصمة الدولة التي تستعيد دورها العالمي.

 

حتى لا تبقى قرارات اجتماعات بيروت، وفيما بعد في موسكو مجرد اجتهادات قابلة للتفسيرات المتناقضة، فإن الجوهري فيها يشير إلى نقاط رئيسية: مجلس وطني فلسطيني يشارك به الجميع، وهذا يعني مشاركة "حماس" و"الجهاد" وبقية الفصائل الفلسطينية والمستقلين عن الاحزاب وبقية التشكيلات النقابية والاتحادات الجماهيرية كما كان سابقاً ودون الانشغال بالعدد وما شابه، خاصة إذا ما جرى اعتماد الانتخاب بقوائم نسبية كاملة، كما جرى الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى إدارة الأوضاع الداخلية في المحافظات الشمالية والجنوبية على السواء، والتحضير لإجراء انتخابات مجلس تشريعي جديد وانتخابات رئاسية وبلدية، بموازاة ممارسة اللجنة التحضيرية لدورها في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني الجديد بالطريقة التي تراها مناسبة (انتخاباً أو تعييناً وبالتوافق الوطني).

 

الرسالة التي يجب أن تصل إلى كل من شارك في اجتماعات بيروت وموسكو مفادها أننا نعطي من اتخذوا القرارات في استعادة بناء المنظمة وإنهاء الانقسام المدمر لأماني الشعب الفلسطيني، فرصة المتابعة للتنفيذ بدرجة قليلة من الأمل، وهي درجة قابلة للتفاؤل أو المزيد من اليأس والمرارة (كما هو الحال راهناً). وفي كل الأحوال فإن الناس سوف تأخذ أمورها بأياديها كما فعلت في غزة، وهي تبحث عن الضوء والحرارة التي تقي أجساد أطفالها من البرد والموت، والأمل أن تكون الرسالة قد وصلت.