الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

سيناريوهات محتملة لنقل السفارة/ بقلم: نبيل عمرو

2017-01-24 10:04:24 AM
سيناريوهات محتملة لنقل السفارة/ بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

أثناء الحملة الانتخابية وحتى بعد فوزه، بدا كما لو أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، على وشك أن يتم بأسرع وقت.

 

وصدرت عن مجموعة ترامب، تصريحات ذهبت في هذا الاتجاه، ما دفع كثيرين من المراقبين السياسيين، إلى ترجيح احتمال نقل السفارة، غير أن مؤشرات جديدة ظهرت بعد دخول ترامب المكتب البيضاوي، تدل على أن الأمر لم يعد كما كان في زمن الحملة والفترة الانتقالية، وهذا ما فتح الباب لمناقشة احتمالات جديدة تثير انطباعات مختلفة.

 

إن لم تنقل الإدارة سفارتها فكيف تعالج وعدها القاطع لإسرائيل في هذا الشأن المفصلي بالنسبة لها، وهنا يستنتج المراقبون عدة سيناريوهات لا يمكن القطع بأي منها قبل أن ينطق الرئيس ترامب قراره بهذا الشأن...

 

السيناريو الأول... حين أعلن عن أن النقاش حول هذا الأمر بدأ في البيت الأبيض، وتم تسريب قول بأنه قد يستمر طويلاً، فهذه إشارة تحتمل فكرة التريث ليس لأيام أو أسابيع بل لما هو أطول من ذلك بكثير، وهذا السيناريو إن لم يكن هو المعتمد رسمياً، إلا أنه الأقرب إلى التنفيذ دون ردود فعل دراماتيكية..

 

السيناريو الثاني... أن تبدأ بالفعل إجراءات بطيئة تبدأ بانتقاء الأرض والمكان مع جدل حول قربه أو بعده عن القدس الشرقية، مع تصريحات تؤكد أن أي ترتيبات من هذا النوع لا تعني إخراج المدينة من التفاوض، ولا تلغي حقوق الفلسطينيين فيها.

 

وسيناريو ثالث... يخدم فكرة نقل السفارة دون تنفيذها حرفياً ورسمياً، وهو إعداد مكتب للسفير في القدس، مع تطوير مشاركته في فعاليات رسمية من ذلك المكتب، ما يعطي انطباعاً بأن تغييراً للسياسة الأمريكية تجاه المدينة المقدسة قد بدأ بأقل قدر من الاستفزاز.

 

المريح لنا ولأشقائنا وأصدقائنا ألا يتخذ قرار مباشر ونهائي في اتجاه نقل السفارة، فمهما حاول البعض التخفيف من أثر هذه الواقعة واعتبارها رمزية، إلا أنها ومع تواصل الإجراءات الإسرائيلية على الأرض، ستكون فعلياً خطوةً رئيسيةً باتجاه حسم قضية القدس لمصلحة إسرائيل، وهذا أمر لن يمس عاصمتنا ومهوى أفئدتنا فحسب، بل لا مناص من أن يؤثر على جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومن يلتزم به من الدول العربية والإسلامية.

 

التنسيق مع الأردن في هذا الأمر ضروري وحيوي وإلزامي، والتنسيق مع السعودية ذات الثقل المعنوي الهائل على المستوى الإسلامي ضروري والزامي، ودعوة المؤتمر الإسلامي لانعقاد طارئ قبل أن تتخذ إجراءات النقل أمراً ضرورياً وإلزامياً، وإغراق البيت الأبيض وساكنه الجديد بملايين برقيات الاستنكار والشجب، لمجرد التفكير في هذا الأمر سيؤثر حتماً في ردع صاحب القرار واستسهاله لاتخاذه وجهله لردود الفعل عليه.

 

في إسرائيل هنالك بعض التعقل المؤقت حيال زلزال ترامب، الذي وصلت ارتداداته كل أنحاء العالم، فقد تقلصت وربما مؤقتاً، الرهانات المتسرعة على أن ترامب سيوقع شيكاً على بياض للحكومة اليمينية في إسرائيل، بحيث تستوطن كما تشاء وتضم ما تشاء بما في ذلك المستوطنة الأكبر والأخطر معاليه أدوميم، وفي ظل ذلك تهرّب الحكومة عدداً من المشاريع الاستيطانية التي كانت متوقفة بفعل ضغوط إدارة أوباما خلال السنوات الثماني الماضية، وإذا كانت إدارة ترامب قد طلبت من إسرائيل تسريباً أو بصورة مباشرة، عدم مفاجأتها بإجراءات أحادية في أي أمر إشكالي، فإن الاختبار الأول سيكون حول موقف هذه الإدارة من القرارات الاستيطانية الجديدة وكلها في القدس الشرقية المحتلة.

 

فهل تغض إدارة ترامب الطرف عن إجراء خطير كهذا، أم ستتخذ موقفاً آخر.. الأيام القادمة ستجلو الحقيقة، وخلالها ينبغي أن لا يتوقف الجهد من جانبنا وجانب من يؤمن بقضيتنا من العرب والمسلمين والعالم.