أيْنَما وَلّيْتَ وجهَك تجدُ نماذجَ للوصوليةِ ونفاقاً يعزّزُ تلك الوصولية!!! في الشارع في البيت في مكان العمل على اختلاف مجالاته، في السياسة، في الوطنية....الخ !!!
سؤال يعصف بذاكرتي منذ نعومة أظفاري: هل الغاية تبرر الوسيلة؟
ما يبرر للطفل أخْذَ مقتنيات إخوته وزملائه هو طفولته، عقله غير الناضج بعد، ما يبرر للحيوانات اعتدائها على غيرها من الحيوانات هو أنها غير عاقلة، ما يبرر للدول المغتصِبة اغتصابها لدول أضعف منها في الميزان السياسي اللاإنساني هو القوة...الخ ولكن...
ما المبرر لشخصيات متعلمة مثقفة في داخل الوسط نفسه أن تسرق جهد غيرها أو أفكار غيرها وتدعي ملكيتها لما ليس لها؟! ظاهرة منتشرة وبكثرة، تجد كثير ممن يستظلون بأسماء وألقاب هي بريئة منهم كبراءة الذئب من دم يوسف، من معلمين مدراء موظفين كتاب شعراء وإعلاميين يعيشون حالة مرضية، وهي الشهرة وحب الظهور والسيطرة، بشتى الوسائل حتى لو انعدمت الاخلاق والشفافية والنزاهة بل والانسانية في هذه السبل، تصطدم في مجال عملك بموظف يتلصص على جهدك ويقتنص الفرصة من أجل الاستحواذ عليه ثم يدعي ملكيته، ويبدأ يتسلق سلم الكذب والغش والنفاق؛ ليصل الى هدفه في موقع ما أو سلطة ما، تنظر في وسط الكتاب والشعراء تجد منهم من يتلصص على نتاجات غيره من نفس الوسط؛ فيسترق مالذّ وطاب له ويدرجه ضمن مقتنياته ثم يعتمد على علاقاته ومعارفه لإثبات ملكية ما ليس له، وينجح في ذلك، يقتبس عبارات ونصوص ويدرجها في مقالاته ودواوينه وكتاباته دون أن ينسب القول الى صاحبه بل يحاول- وبطريقة أعتبرها شخصيا غبية ولكنها شيطانية- الايحاء بأن نصوصه وكتاباته هي التي تُقَلّد وتُسْرَق. فبركة تلميع تزوير.
أشخاص فارغون مرضى وصوليون ولكن...هل هم المسؤولون وحدهم عن هذا الفساد؟ هل ممارساتهم تلك هي وحدها ما عملت على انتشار زيفهم وكذبهم في المجتمع بشكل يشوه وجه الوسط الذي يتواجدون فيه وبالتالي يشوه وجه الوطن بشكل عام؟
الجواب: لا...المشكلة الكبرى لا تكمن في هؤلاء المرضى وحدهم بل بالمصفقين من حولهم الذين ابتلعوا ألسنتهم وانساقوا خلف ظلال سوداء؛ فظاهرة التصفيق للصنم الفارغ تنتشر وبحدة في مجتمعنا.
وما يقزز النفس أكثر أننا نجد كل المصفقين هم أول الراجمين لهؤلاء الاصنام ولكن في ظهورهم فهم لا يجرؤون على مواجهتم او مصارحتهم بالنقص الذي يعتريهم. ليس لسبب ما إلا لِجُبن اعتراهم فاعتادوا عليه.
فيَكْبر ذلك الأخطبوط (الفساد) ويتمدد وينتشر في كافة القطاعات ومختلف الشرائح في محاولة منه لتشويه جسد الحقيقة .
ولكن هيهات أن يحدث ذلك مادام هناك أشخاص واعون للحدث مثقفون مبادرون للخير ودعم كل ما هو جميل غني صادق.