ليست هنالك مساحةٌ للرقص
النهرُ الجريحُ يلملمُ أحزانهُ ويرحلُ
بأغنيةٍ رمادية
الأرضُ تؤبنُ شبحَ عصفورٍ قتيل
الأرضُ قبرٌ متعفّن
لا لون لجرحِها سوَى أنها صديقةٌ للمساجين.
لكلٍّ منا قلبان
قلبٌ لقطرةِ مطرٍ هاربة
وقلبٌ داخلَ زنزانة.
هذا الصخبُ اليوميُّ
رحمٌ مفتوحٌ على فوضى الغبار
الموتُ والولادةُ
كلٌّ منهما ينتظرُ الآخرَ في منتصفِ الهوّة
الموتُ حصادُ عمرينِ من الهباء
وأنا وأنتَ
أقلُّ من شخص!
وأكثرُ من عاشقٍ مسحوق!
الوقتُ يطلُّ برأسٍ فارغٍ من الضوء
وأمنياتُنا قشورُ قلبٍ جافة
هذا العالمُ يكتظّ بدميً تشعلُ النيران
ونحنُ نصرخُ في غرفةٍ زجاجيةٍ
كأنّ الأرضَ تجلسُ على رؤوسِنا
فيما تتمددُ أحلامُنا بين شواهدِ القبور!
الحياةُ إذن
كومةُ قش
ألَمُ شجرةٍ تغنّي بصمت
عن حمامةٍ لا غصنَ لها
الحياةُ حفلةُ أخطاءٍ ارتكبَها أسلافٌ
كنا نلحسُ آثارَ نياقِهم في الدروبِ الميتة
نلتهمُ ما خلّفوا من الحصى
وننامُ مبكّراً
هازئينَ من غدٍ أعمَى
ويومٍ يتّشحُ بالدخان!
كلٌّ منّا يبحثُ عن نجمةٍ في خرجِ بعير
مجرّدُ هوسٍ للانحدارِ أسفلَ الجرح
كنا
نبحثُ عن عشٍ في ستائرِ الهواءِ الجارحِ
عن يقينٍ تحتَ أقنعة الأصدقاء
في سماءٍ عاريةٍ إلا من الخوف!.