ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة
نشرت وكالة رويتزر تقريراً حول واقع المياه في غزة ترجمته "الحدث"، على النحو التالي:
يقول مروان النجار، فلسطيني من جنوب قطاع غزة إنه لم يشرب مياه نظيفة منذ 10 أعوام. ويقوم يومياً بالمشي أربعة كيلومترات لملئ جالون بلاستيكي (20 لتر) من محطة تحلية المياه المحلية.
ويعاني قطاع غزة منذ فترة طويلة من مشاكل حادة في المياه، حيث أن طبقة المياه الجوفية تلوثت بمياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية، عوضاً عن مياه البحر، بينما لا تستطيع محطات تحلية المياه الثلاثة الرئيسية تلبية احتياجات سكان قطاع غزة الذين يزيد عددهم عن العدد الذي تستطيع المحطات تغطيته، ويعتمد معظم المواطنين على المياه المعبأة في الزجاجات البلاستيكية المستوردة.
تم افتتاح محطة لتحلية المياه الأسبوع الماضي بتكلفة 10 مليون يورو وبدعم من الاتحاد الأوروبي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة، وقال بيريس موهانلال متخصص في المياه والصرف الصحي مع منظمة يونيسيف إن "الماء الذي يتم تقديمه من البلدية يخدم فقط 75 ألف شخصاً".
هناك أمل بأن يتم إنشاء محطة لتحلية المياه على نطاق أوسع تبلغ تكلفتها 500 مليون يورو، ويمكن أن تذهب هذه المحطة باتجاه تلبية الاحتياج المتزايد على المياه، ولكن الخطط ما تزال تحتاج إلى سنوات للتنفيذ.
وفي الوقت الراهن، تنتج محطات التحلية الثلاثة في غزة فقط ما يساوي 8600 متر مكعب من المياه يومياً.
وفي السياق نفسه، يقول السكان المحليون وخبراء التنمية إن الوضع يزداد سوءً، مع وجود أكثر من 90% من المياه في الطبقة الجوفية غير صالحة للاستخدام المنزلي حسبما قال ربحي الشيخ نائب رئيس سلطة المياه الفلسطينية.
وأضاف النجار أنَّ "المياه التي تخرج من الصنابير مالحة كما لو أنها جاءت مباشرة من البحر، وقد توقفنا عن شربها".
وبدلا من استخدام هذه المياه، يلجأ السكان إلى الاصطفاف على محطات تحلية المياه لاستخدام المياه المحلاة في الغسل والشرب، وهناك عدد كبير من الناس لا يستطيعون تحمل تكلفة شراء المياه المعبأة في زجاجات.
وقال فتحي محارب (60 عاماً) أب لثمانية أطفال وعاطل عن العمل أنه يشتري المياه الحلوة ويستخدم هو وأطفاله المياه المالحة للاستحمام.
التلوث
أسباب المشكلة متعددة، ولكنها تنبع إلى حد كبير من تلوث المياه الجوفية في القطاع.
مصدر المياه الرئيسي في غزة يحتوي على 55 إلى 60 مليون متر مكعب من الماء سنوياً، ولكن الطلب من سكان غزة البالغ عددهم مليوني شخص يتجاوز 200 متر مكعب سنوياً.
وهذا يعني أن طبقة المياه الجوفية غير صالحة، مما يسمح لمياه البحر التسرب إليها، عوضاً عن مياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية.
وأوضح الشيخ: "هناك تزايد في دخول مياه البحر إلى الطبقة الجوفية التي تحتوي على نسبة عالية من النترات".
وفي دراسة نشرت عام 2012، قالت الأمم المتحدة أن قطاع غزة سيكون غير صالحاً للعيش الآدمي بحلول عام 2020، فيما أشار الشيخ إلى أن حالة طبقة المياه الجوفية أصبحت غير صالحة للاستعمال بحلول عام 2016 وفقاً للمعايير الدولية، وأنَّ 96.5% من المياه فيها غير صالحة للاستخدام.
الوضع لا يساعد سكان غزة لحاولة الاستفادة من الاحتياطي الموجود تحت الأرض عبر الآبار محلية الصنع.
هناك حل يكمن في شراء المزيد من المياه من إسرائيل التي تمتلك قدرات عالية على تحلية المياه، ولكن الأمر استغرق من الفلسطينيين 20 عاماً من المفاوضات (1995-2015) لتأمين شراء خمسة ملايين متر مكعب فقط.