الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

التواصل عبر الإنترنت...مُحفّز للكذب

2014-10-15 10:07:40 AM
التواصل عبر الإنترنت...مُحفّز للكذب
صورة ارشيفية

الحدث-رام الله

هل كذبت في حياتك؟ الإجابة الصادقة لهذا السؤال ستكون "نعم". والشخص الذي سيجيب بـ"لا" كاذب لا محالة.

لقد أثبتت إحدى الدراسات أن العديد من الناس يكذبون في الرسائل الإلكترونية وفي مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من كذبهم أمام الآخرين وجهاً لوجه. أما في مجال الأعمال، فظهر أن المفاوضين يكذبون مرة كل 5 اجتماعات تستمر

لفترة أطول من 10 دقائق. وهذا يعني أنه في الاجتماعات التي تستمر لـ50 دقيقة أو أكثر، سيكذب الشخص مرة واحدة على الأقل.

والأمر المثير للقلق أكثر، حين يتم ذلك عبر الإنترنت بدلاً من الاجتماع وجهاً لوجه، ففي هذه الحالة يحتمل أن تزيد احتمالية الكذب إلى 5 أضعاف.

وسواء أكان الأمر في سياق اجتماعي أو تجاري، يتعرض الشخص للكذب عندما يكون بعيداً جسدياً ونفسياً عن الشخص الذي يتواصل معه. وهذا وفقاً لدراسة أجراها ماتيتياهو زيمبلر وروبرت فيلدمان من جامعة ماساشوستس.

وبإجراء مسح شامل لـ5500 مدير، وجد أن 49% منهم شعروا بضرورة الكذب في بعض المناسبات خلال إجراء المفاوضات، فيما رأى 3% منهم عدم الصدق ضرورياً في كل اجتماع. وبينما أصبحت الثقة في مجتمعاتنا تسجل أدنى مستوى لها في الـ50 سنة الأخيرة، تغيرت طبيعة العلاقة بين الأفراد والمؤسسات إلى حد بعيد.

وفي دراسة أخرى، تم إخبار مجموعة من الطلاب بأنهم سيتقاضون المال عن كل سؤال يجيبون عليه إجابة صحيحة، في اختبار يتكون من 50 سؤالاً. وأن عليهم أيضاً أن يصححوا الاختبار بأنفسهم، فيما لن يراجع أحد آخر هذه
الإجابات.  

وأعطيت مجموعة أخرى اختباراً مماثلاً، لكن بدلاً من منحهم المال مقابل كل إجابة صحيحة، سيتقاضون عملة رمزية ليبادلوها بما يرغبون فيه من الـ"كافتيريا". كما سيؤدون الاختبار بأنفسهم تماماً كالمجموعة الأولى.

وكانت النتائج كما يلي: بلغ معدل الإجابات الصحيحة للمجموعة الأولى 39 من أصل 50 إجابة، والمجموعة الثانية 48 إجابة. وتشير النتائج إلى أحد أمرين: طلاب المجموعة الثانية كانوا أكثر ذكاء من المجموعة الأولى، أو أنهم كانوا محفزين أكثر للغش.

وقد تدل هذه الدراسة على أن البشر يميلون إلى الصدق أكثر في تعاملاتهم المباشرة والملموسة؛ فكلما ابتعدنا عن الاتصال المباشر، مثل التبادلات عبر الإنترنت، قل الصدق.

التجارة بين الأفراد:

الشركات لا تجري الاجتماعات والصفقات بل الأفراد، فلولا الأشخاص العاملون فيها وسعيهم إلى بناء الثقة المتبادلة، لما تم التعاون وتوقيع الصفقات.

هل يمكنك اكتشاف الكذب؟

نعم، يمكنك ذلك في أغلب الحالات، وبنسبة 90% من خلال ملاحظة لغة الجسد. وقد نخطئ بنسبة 10% عندما نتعامل مع شخص معتل اجتماعياً؛ لأنه يصدق كذبه وبالتالي لا تتغير لغة جسده.

الإنترنت والعالم والثقة:

فكر في العدد الضخم والمتزايد من المفاوضات والمعاملات التي تتم افتراضياً عبر الإنترنت، من دون أي اتصال شخصي. كذلك في ملايين المزادات والعروض الإلكترونية التي تتم يومياً، من دون أي تفاعل حقيقي بين الأفراد، وبالتالي لا تنشأ أي فرصة لتكوين الثقة المتبادلة. وفي مجال الأعمال، نصبح أكثر بعداً عن بعضنا بعضاً، بالرغم من قائمة معارفنا الكبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي؛ فهذه المواقع قد تكون مؤثرة على صعيد تقوية العلاقات الاجتماعية، لكنها لا تعزز المصداقية بين الناس أو الثقة بينهم، بل على العكس تقوضهما.  

وبناء على ما سبق ذكره، حاول في معاملاتك التجارية عقد اجتماعات مباشرة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بمفاوضات شديدة الأهمية، أو في بدايات تكوين علاقات تجارية مع شركات أخرى. وعليك أيضاً أن تكون صادقاً في الأوقات جميعها.