ترجمة الحدث | القمامة في القدس

ترجمة الحدث - احمد بعلوشة

نشرت صحيفة هأرتس الاسرائيلية يوم امس تقريرا حول انتشار القمامة في المدينة المقدسة الذي كان نتيجة اضراب عمال البلدية:

فيما يلي نص التقرير المترجم:

أكوام من القمامة اجتاحت شوارع القدس منذ نهاية إضراب البلدية الاسرائيلية الذي استمر لثلاثة أيام حتى الثلاثاء، وما تزال رائحة القمامة موجودة في الشوارع.

"سكان" القدس يستحقون معاملة أفضل بكثير من تلك التي يتعرضون لها من قبل كل من الحكومة المحلية والرسمية.

السكان الذين يدفعون أعلى نسبة ضرائب على الممتلكات في إسرائيل، لم يحرموا فقط من مجرد جمع القمامة بسبب المواجهة الجارية بين رئيس بلدية القدس نير بركات ووزير المالية موشيح كحلون، وإنما قد تعطلت حياتهم فيما يتمثل بإلغاء دوام المدارس ونقص الخدمات البلدية الحيوية الأخرى، وحتى وقف السكك الحديدية الخفيفة التي تم ايقاف عملها بسبب القمامة.

ولم تأت نهاية الإضراب إلا بعد تدخل شخصي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي جاء بعد عدة سنوات من التجاهل بدعوة بركات إلى حل المشكلة وعرضها في اجتماع مجلس الوزراء القادم والتي قد تأتي بحل لهذه المشكلة التي أثرت بشكل كبير على سكان المدينة.

بطريقة أو بأخرى، يبدو أنَّ رئيس البلدية بركات يرى أنه لا بديل عن قيادة الإضراب من قبل عمال البلدية والنقابات العمالية الاسرائيلية في المدينة في سعيه للضغط على وزارة المالية لسد الفجوة التمويلية البالغة 300 مليون شيكل وأخذها بعين الاعتبار في ميزانية 2017.

هناك أيضاً أمر آخر متعلق بفشل وزارة المالية الاسرائيلية في تحويل منحة لمرة واحدة بقيمة 800 مليون شيكل.

وأضاف بركات أنَّ "رفض وزارة المالية لنقل الأموال التي وعدت بها إل القدس من شأنه أن يؤدي إلى أضرار قاتلة في المدينة". مشيراً إلى أنَّ "هذه ستكون مسؤولية مباشرة تقع على عاتق وزير المالية". وحذر بركات أنَّ هذا الأمر من شأنه أن يضطر البلدية إلى تسريح مئات العمال في حالة عدم التوصل إلى حل للأزمة.

من ناحية أخرى، قالت وزارة المالية أن افتقار المدينة للأموال جاء نتيجة لسوء الإدارة.

وبدون الموافقة على الميزانية، يتعين على المدينة أن تعمل وفقاً لميزانية العام الماضي، ولكنها لن تكون كافية بعد نهاية مارس 2017.

لا يوجد حل حتى الآن ولا يوجد ميزانية جديدة معتمدة، الأمر الذي قد يفضي إلى حل مجلس المدينة وإجراء انتخابات بلدية جديدة.

ويطالب بركات بأن تتلقى المدينة كامل المبلغ مباشرة من وزارة المالية وليس من الوزارات الأخرى المعنية مثل وزارة الرعاية الاجتماعية ووزارة التعليم، ولكن حتى الآن، فإن مجموع العام من المنح -منحة العاصمة ومنحة البلدية - هو موضوع خلاف.

نائب رئيس البلدية مئير ترجمان قدم اعتذاره عن الإضراب الذي جرى، وقال في بيان إن الفوضى الناجمة عن الإضراب تضمنت ثلاثة أيام دون جمع القمامة أصبحت "خارج السيطرة".

بعد ظهر يوم الثلاثاء، قامت مجموعة من السياح الصينيين بالتجول بين أكوام القمامة قرب سوق محانيه يهودا، وقاموا بالتقاط الصور. وقالت امرأة صينية في المجموعة لجيروساليم بوست إنهم لم يكونوا يلاحظون وجود إضراب، قائلة: "في الواقع لم نكن نعرف أن هناك أي شيء غير عادي يحدث"، مضيفة "كنا نعتقد أن المشهد هو كذلك من قبل".

لحسن الحظ أن إضراب القدس لا يحدث دائما، ولم يأت كإضراب أغسطس 2009 الذي جاء في الصيف، أما هذا الإضراب فقد جاء في الشتاء، الأمر الذي قد يكون سبباً في انتهائه بعد ثلاثة أيام.