هن فلسطينيات مقابل رب العمل المستوطن.
هن فلسطينيات أشبه بحالة يأس تمشي على قدمين. هن فلسطينيات أشبه بالأرض المغتصبة كالمستوطنات التي يعملن فيها والمقامة على أراضي بلداتهن.
هن فلسطينيات لا يخاف أحدٌ على أعراضهن، ولا تعني أحدٌ قصص ابتزازهن، أو حتى قصص ممارستهم للجنس مع المستوطنين برغباتهن أحيانا أو بالإكراه أحياناً أخرى.
هن فلسطينيات جُهلن أو اخترن الجهل أو أسهل الطرق لتأمين قوت عيشهن؛ لكنهن واقعٌ يعيش بيننا.
تقول لي (ر) في الأربعينيات من عمرها وتعمل وعملت في أكثر من مستوطنة، أن الأمر يبدأ بجس نبض الفتاة من قبل "مناهيل" بالعبرية كما لفظتها أي "المعلم" والذي هو في الأغلب فلسطيني مثلها، سمسار ليست لديه أية مشكلة في تقديمها على طبق رخيص لرب عمله المستوطن مقابل شواقل معدودة لا تتجاوز 200 شيقلا التي يحصل هو على 60% منها أي 120 شيقلا لتحصل هي على 80 شيقلا.
في منطقة الأغوار هنالك 38 مستوطنة، منها 32 مستوطنة زراعية، ويعمل في تلك المستوطنات الزراعية 4,000 عامل فلسطيني من هذا الرقم هنالك ما نسبته 30% من النساء و10% من الأطفال، ويصل هذا الرقم في موسمي قطف التمور والعنب إلى 10,000 عامل فلسطيني تقريباً. أولئك العمال محرومون من الحماية أو الاسناد القانوني من قبل السلطة الفلسطينية، ولا تتابع الحكومة حالاتهم لأنها تتعامل مع الأمر من منظور سياسي، محملة العامل كل المسؤولية عن كل ما يتعرض له من هدر لحقوقه ومن استغلال اقتصادي أو جنسي بسبب العمل في المستوطنات وهو الأمر الذي يجرمه القانون الفلسطيني.
كيف قد يحدث الأمر؟
في بعض المستوطنات الزراعية، يتجهز الجميع للعمل عند الخامسة صباحاً حيث تقوم سيارة بنقل العمال ليبدأ يوم العمل عند السادسة صباحاً إلى الساعة الواحد والنصف، وأحيانا إلى ما بعد ذلك.
المستوطن الموجود بالقرب من العمل يتابع ويراقب، قد تعجبه إحدى الفتيات العاملات في الزراعة أو في قطف محصول ما أو في قسم التعبئة، يقوم بالاتفاق مع السمسار بإبلاغها أن المستوطن غير راضٍ عن عملها، فيطردها.
عند محاولتها الاتصال بالسمسار ثانيةً، يحاول هذا الأخير ابتزازها بالطريقة التي يجدها مناسبة كي تمارس الجنس مع المستوطن، مستغلا حاجتها المادية، إن وافقت فإنها تنال حظوة عند مشغلها المستوطن ويرفع من مياومتها.
طريقةٌ أخرى لا تحتاج كل هذا العناء، الفتاة تكون جاهزة أصلاً وليس هنالك من ضرورة لرسم سيناريو للإيقاع بها.
أو قد تلحظ مشهداً آخر، كما روى لي شاهدُ عيان رأى الأمر بنفسه، تركب إلى جانب المستوطن على الجرار، وقد يختفيان في آخر الحقل، أو في إحدى زوايا أقسام التعبئة، يضيف "ما بحط بذمتي شو بيصير، بس الأمر واضح."
(يتبع.. سمسارات الجنس (2))
للتواصل مع رئيس التحرير عبر صفحتها على الفيسبوك بإمكانكم زيارة الرابط التالي لصفحة رولا سرحان