-1-
على ضفافِ الضّوءِ
ما زالتْ تربّي الأمل،
تطلقُ الأسماءَ على أطفالٍ لم يولدوا،
تبتسمُ لوجوهٍ عابرةٍ
تاهتْ في طريقِ العودةِ
من ذاكرةِ الغياب،
تحيكُ من شَيبِها وِزاراً
لحبيبٍ أقامَ في بردِ الرحيل...
على بيادرِ الشمسِ
ما زالتْ تربّي الأمل،
ترمي التحيّةَ على شوارعٍ ألِفَتْ روائحها
والطريقُ أملٌ وُئد لحظةَ الولادة...
تغمضُ عينيها على إيقاعِ وعدٍ لمْ يكتمل
وضجيجُ ذكرياتٍ تُنْقُرُ قلبَها كالمسامير،
وطنٌ تائهٌ في ذاكرتها المثقوبة
علَّقَ مفاتيحه على صدرِ الوجع...
بسذاجةِ عاشقٍ ملَّ وحدتَه
تغادرُ حقولَ الحزن،
كآخرِ شهقةِ ريحٍ..
تمنحُ حلمها لعابرِ ليلٍ غريبٍ
ثمّ تذهبُ للنّومِ
تحتَ سماءٍ آيلةٍ للسّقوط.
-2-
أمسكُ عُمري لأزرعَ مواسم الشّعرِ
في مدينةٍ تحترفُ رَجْمَ الشعراء...
أصافحُ وجوهاً مرتعشةً،
خلفَ ابتساماتٍ من طينٍ تخبّئُ أنيابها...
غلالةُ اللّيلِ المثقوبةِ
ما عادتْ تسترُ عورةَ المرايا،
ولا غداً ملطّخاً بانكسارات النساء،
ولا ظلالاً مفلسةً
تتلاشى فوق ركامٍ من أمجادٍ كاذبة...
أرمّمُ ضحكتي كي أبلِّلَ حلقَ الحُلُم،
فالصُّبحُ باتَ متعباً،
والقلبُ شحيحَ الأمل، قليل العزيمة...
أقايضُ الدمعَ بحُزمةِ شعرٍ،
بقلبِ شاعرٍ مُرهقٍ من الحُبِّ والحرب...
أقايضُ المَوتَ بصَدرِ نبيٍّ
يُحرِّضُ السماء على الجنون...
لن أموتَ بعدَ الآن.
*شاعرة لبنانية