ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة جيروسالم بوست الاسرائيلية يوم امس تقريرا حول استعدادات جيش الاحتلال الاسرائيلي لاحتمالية وقوع مواجهة عسكرية مع حماس.
وفيما يلي نص التقرير:
يخطط الجيش الإسرائيلي للحرب كما لو أنَّ احتمالية وقوعها واردة في أي وقت، على الرغم من وجود فرضيات عسكرية بأنَّ حماس لا تسعى لمواجهة مع إسرائيل في المستقبل القريب.
وتصاعدت التوترات بين إسرائيل والقوى العسكرية الفلسطينية في قطاع غزة، الإثنين، بعد يوم من وفاة ناشط من حركة حماس في "انفجار عرضي" شمال قطاع غزة، وبعد فترة وجيزة من تدريبات قام بها الجيش الإسرائيلي بشكل واسع النطاق على طول الحدود مع القطاع.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن وفاة محمد القوقا (37 عاماً) متأثراً بجراحه التي أصيب بها في اليوم السابق، وأنه كان يعمل في نشاط جهادي بما في ذلك التصنيع وتجميع المتفجرات.
في وقت مبكر من صباح الإثنين، بدأت صفارات الإنذار الخاصة بالصواريخ تدوي في عدد من البلدات الإسرائيلية الجنوبية المحاذية لشمال قطاع غزة، حيث سقطت قذيفة في منطق مفتوحة، ولم تقدم تقارير فورية عن وقوع إصابات أو أضرار في الهجوم. بعدها قام الجيش الإسرائيلي بضرب عدة أهداف تابعة لحركة حماس على مدار يوم الاثنين في أعقاب إطلاق الصاروخ.
بدأت كل من حماس والمنظمات الإسلامية الأخرى بإطلاق الصواريخ على إسرائيل. لم يكن هناك أي تصريح رسمي يتبنى المسؤولية عن إطلاق القذيبة، ولكن إسرائيل حملت حماس المسؤولية عن كافة عمليات إطلاق الصواريخ من قطا غزة.
أكمل الجيش الإسرائيلي مؤخراً تدريبات واسعة النطاق على طول الحدود مع قطاع غزة والتي قد تعني استعداداً للمستقبل. التدريبات امتدت لخمسة أيام كجزء من دورة تدريبية سنوية، وكانت التدريبات تحاكي تسلل عدد من مقاتلي حماس إلى إسرائيل باستخدام الأنفاق، واستخدام طائرات استطلاع، والهجوم من البحر.
جاءت هذه التدريبات في الوقت الذي استثمرت فيه حماس مبلغاً كبيراً من المال وبذلك جهداً عاليا لإعادة بناء وتشييد الأنفاق الهجومية الجديدة.
وكانت مؤسسة الجيش الإسرائيلية حذرت الجيش من وجوب أن يولي اهتماما خاصاً لتعزيز وحدة الكوماندو البحرية التابعة لحماس، والتي أفادت تقارير بزيادة عدد الغواصين فيها منذ 2014 الذي قامت فيه حماس بعملية حاول خلالها خمسة أفراد من القوات الخاصة لحماس التسلل إلى كيبوتس زيكيم، وقام الجيش بقتلهم.
هذا بالإضافة إلى تزايد مخزون الصواريخ المصنعة محليا من مواد مهربة عبر رفح المصرية، كما وشيدت حماس أيضاً مواقع عسكرية على طول الحدود مع إسرائيل وتقوم فيها بدوريات. ويقال أن عناصر من حماس عبروا مصر إلى دولة ثالثة، ثم عادوا بعد ذلك إلى قطاع غزة.
حماس أيضاً قامت بتطوير قدراتها فيما يتعلق بالطائرات بدون طيار في السنوات الأخيرة، والتي دخلت المجال الجوي الإسرائيلي.
وفي وقت سابق يوم الاثنين، عملت وزارة الجيش إلى جانب جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" للحد من الطائرات بدون طيار وقطع اتصال الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الأخرى التي تم تهريبها للقيام بأنشطة ضد إسرائيل.
وخلال العام العاضي، قامت سلطة المعابر بالتعاون مع الشاباك بإحباط 1225 محاولة لتهريب مواد ذات استخدام مزدوج إلى غزة، مثل الطائرات بدون طيار والسكاكين للقوات الخاصة، ومحركات الشاحنات ومعدات الغوص.
في أبريل 2015، قال تال إنبار رئيس مركز أبحاث الفضاء في مؤسسة فيشر للدراسات الاستراتيجية إنَّ "حماس تنتج طائرات بدون طيار خاصة بها، بما في ذلك بعض الطائرات التي تحمل عبوات". كما قال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي للقناة العبرية الثانية إنَّ "حماس قد استعادت القدرة العسكرية لها منذ عام 2014"، مشيراً إلى أنَّ المنظمة استخدمت هذه السنوات بعد الصراع الأخير لتطوير الأنفاق وبرامج الصواريخ.
وعقب ذلك التقرير، قال الجناح العسكري لحركة حماس أن قلق إسرائيل من شبكة الأنفاق هو دليل على نجاح حماس خلال الحرب، الأمر الذي قد يوجه انتقادات لاذعة للجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية.