ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ما تقريرا عن الفحوصوات المخبرية التي تم إجراؤها مؤخرا من قبل معهد المعايير الإسرائيلي، والتي بينت وجود تركيزات عالية من الرصاص في مياه الحنفية في عدد من المدن في أنحاء إسرائيل. وجاءت النتائج بعد أن كانت المؤسسة أجرت اختبارات على ماكنات الإسبرسو.
,بعد أن وجدت وزارة الصحة نسبة عالية من الرصاص في بعض ماكنات الإسبرسو -بما في ذلك بيانشي المستوردة من إيطالية بواسطة قهوة عليت، ومياه عدن- تم اجراء اختبارات اخرى من قبل العديد من المستوردين والمصنعين للآلات والذين وجدوا تركيزات عالية من الرصاص في مياه الحنفية تصل إلى 15% في بعض الحالات.
حالياً، يصعب التخمين ما هو مصدر التلوث بالرصاص في تلك الصنابير، لذلك فمن غير الممكن تحديد ما إذا كانت جميع مياه الشرب في مدينة ما أو منطقة ما متأثرة بالرصاص، ومع ذلك، تم العثور على محتوى رصاص مرتفع في مياه الحنفية في عدد من المدن، بما فيها تل أبيب وحيفا والقدس.
وتم اجراء الاختبارات في مختبرات معتمدة با في ذلك مختبر SILL والذي تشرف عليه وزارة الاقتصاد والصناعة، فيما تم اجراء اختبارات كجزء من فحوصات آلات الاسبرسو التي تجري حاليا بناء على طلب من وزارتي الصحة والاقتصاد، إضافة إلى مستوردي ومصنعي آلات الإسبرسو.
الاختبارات تضمنت مياه الصنبور التي تذهب إلى الآلات، لمعرفة ما يحتوي عليه الماء ونسبة الرصاص فيه.
قبل أسبوعين، حدثت ضجة في وزارة الصحة بشأن تركيز الرصاص العالي الذي تم إيجاده في آلات الإسبرسو، وأعلنت الوزارة ان هناك احتمال وجود نماذج مختلفة من آلات الاسبرسو المحتوية على الرصاص، وأوصت اللجنة الناس بتقليل كميات القهوة التي يتناولونها على هذا النموذج، وأن على النساء الحوامل تجنب شرب القهوة المصنوعة بواسطة هذه الآلات.
كما أوضحت وزارة الصحة أن التعرض للرصاص يمكن أن يسبب مجموعة من الآثار الصحية الضارة، بما في ذلك أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن يؤثر سلباً على الخصوب ويؤدي إلى مشاكل تنموية مادية ومعرفية للأجنة والأطفال الصغار.
وحول ما قد تعتزم وزارة الصحة القيام به حيال هذه النتائج المقلقة، تقول الوزارة الآن أنها ليس لديها خطط واضحة للتعامل مع هذه المسألة.
وقال رئيس خدمات الصحة العامة في الوزارة، البروفيسور إيتمار غروتو أن الناس يجب أن يقوموا بفحص الماء بأنفسهم في حال شعروا بالقلق من احتمالية احتواء الماء على الرصاص.
معدل غير طبيعي
البروفيسور درور أفيزار رئيس مختبر الكيمياء في جامعة تل أبيب، فيدحض مزاعم أن الرصاص في المياه التي تدخل آلات الإسبرسو يأتي من الآلات نفسها، قائلاً: "إذا أظهرت الفحوصات احتواء الماء على معدلات عالية من الرصاص قبل أن يذهب إلى الآلات، فإن هذا سيعني أن الرصاص جاء من المياه التي خرجت من الصنبور. والماء الذي يخرج من الآلات هو أمر مختلف حينها". مضيفاً: "الماء الذي يدخل آلة الإسبرسو يجب أن يكون خالياً تماماً من الرصاص، والآن يتعين علينا الفحص لمعرفة سبب وجود الرصاص في الصنابير والعمل على معرفة مصدر هذه المشكلة".
ويضيف أفيزار: "تقول وزارة الصحة أنها في عام 2011 قامت باختبار المياه في 800 منزل ووجدت مستويات الرصاص تجاوزت 2% وهو أعلى من المعدل، وإذا تم زيادة العينات إلى أكثر من 800، بالتأكيد سيتم العثور على أمور أخرى غير طبيعية".
"يجب على وزارتي الصحة والاقتصاد الالتزام باختبار الماء قبل دخوله لآلات الاسبرسو وليس فقط الماء الذي يخرج من هذه الآلات، لمعرفة مصدر التلوث الحقيقي" يقول أفيزار. مضيفاً: "إذا وجدوا الرصاص في الماء الداخل إلى الآلات؛ ينبغي التحقق ما إذا كان سببه أنابيب المياه الموجودة في الأبنية أم أن هناك مشكلة في مياه المنطقة كلها، وعلى أية حال، هذه النتائج هي مدعاة للقلق، وتدعو لمزيد من التحقيق".