الحدث-غزة-نور ابوعيشة
بات امتلاك أكثر من سيجارة تبغٍ واحدة في قطاع غزة يمثّل نوعاً من "الترف" لعشرات المستهلكين، في ظل ارتفاع سعر السيجارة ليصل إلى نحو ربع دولار أمريكي، بالتزامن مع تردّي الوضع الاقتصادي نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.
ويشهد سوق السجائر المستوردة من الجانب المصري، المصدر الأساسي للدخان في قطاع غزة، التي تدخل القطاع عبر أنفاق التهريب الحدودية التي تربط غزة بمصر، ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وصل في بعض أنواع السجائر إلى ضعف ثمنها.
ويبدي المواطن الغزيّ أحمد الغول (23 عاماً)، استياءه من ارتفاع أسعار السجائر بغزة، إذ ارتفع متوسط سعر علبة السجائر من 5 شواكل (ما يعادل 1، إلى 12 شيكلاً (3 دولارات أمريكية)، فيما تصل بعض الأنواع الأخرى إلى 6 دولارات للعلبة الواحدة.
ويقول الغول في حديثه لـ الأناضول":" سوق السجائر بغزة يشهد ارتفاعاً كبيراً، وأصبحت أسعار السجائر لا تتماشى مع دخل المواطن الغزيّ، الذي يعاني أصلا من سوء في الأوضاع الاقتصادية، فشراء أكثر من سيجارة يعد من أنواع الترف الآن".
ويرجع سبب ارتفاع أسعار السجائر إلى انخفاض نسبة الواردات من الجانب المصري، مستكملاً:" بعد تدمير الأنفاق، شهد السوق الغزيّ انخفاض في نسبة العرض على الدخان، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار".
وبعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي، في يوليو/ تموز 2013، هدّمت السلطات المصرية معظم الأنفاق الحدودية التي كانت تستخدم لتهريب البضائع إلى قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، قال كمال عوض (32 عاماً)، تاجر سجائر، إن أسعار التبغ في قطاع غزة، مرتبط بتكلفة تهريبه من الأنفاق الحدودية.
وأضاف لـ"الأناضول": " العلاقة طردية بين أسعار البضائع التي تدخل عبر الأنفاق الحدودية، وبين تكلفة نقلها من الجانب المصري إلى القطاع، فإذا ارتفعت تكلفة النقل إلى غزة، سترتفع تكلفة البيع".
ومضى قائلا: "إذا كان هناك تشديد للإجراءات الأمنية المصرية على الحدود ترتفع أسعار البضاعة، بسبب ارتفاع تكلفة نقلها واحتمال ضبطها".
وأرجع الارتفاع الكبير في أسعار السجائر بغزة، إلى ضبط السلطات المصرية، مؤخرا، لكميات كبيرة من السجائر المهرّبة إلى قطاع غزة، موضحا أن الكمية المصادرة تقدّر بـ(490) صندوق من السجائر وكل صندوق يحتوي على 500 علبة.
وارتفع سعر الصندوق الواحد من 2500 شيكل (714 دولار أمريكي) إلى (7000 شيكلاً) (2000 دولار أمريكي).
ولفت إلى أن أنواع التبغ المختلفة لا تدخل عن طريق المعابر الرسمية، إنما تدخل عن طريق أنفاق التهريب فقط.
وبيّن أن دخول أنواع التبغ من خلال معبر كرم أبو سالم (المنفذ التجاري الوحيد لقطاع غزة)، سيؤدي إلى رفع أسعار السجائر الواردة عبر الأنفاق من الجانب المصري.
وأضاف: "السجائر التي ستدخل عن طريق معبر كرم أبو سالم، تفرض السلطة الوطنية الفلسطينية ضريبة عليها تصل إلى 200% من سعرها".
وكانت صحيفة "الاقتصادية" التي تصدر من قطاع غزة، قد نقلت عن مصادر وصفتها بـ"الخاصة": "أن الأمن المصري أحرق مطلع الشهر الجاري، قبل عيد الأضحى بضائع غالبيتها من السجائر، وتبلغ قيمتها (200) مليون دولار أمريكي، بعد أن ضبطها أثناء تهريبها عبر صحراء سيناء".
وتابعت المصادر: "حجم الواردات شهد انخفاضاً كبيراً من كميات التبغ التي تأتي عبر الأنفاق الحدودية، بسبب تدمير الأنفاق الحدودية".
من جانبه، قال مصدر حكومي بالإدارة العامة للجمارك بغزة، لمراسلة الأناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه،"إن أسعار التبغ في غزة مرتبط بالشكل الأساسي بوضع أنفاق التهريب بغزة".
وتابع:" الإجراءات المشددة التي يتبعها الجيش المصري في التعامل مع أنفاق تهريب البضائع بغزة، أدت إلى ارتفاع تكلفة نقل البضائع من مصر إلى القطاع، مما أثّر على سعر البضائع ذاتها، ورفع من أسعارها".
وأشار المصدر إلى أن أنواع التبغ المختلفة قد تدخل قطاع غزة بطريقة رسمية، الأسبوع المقبل، عبر معبر "كرم أبو سالم" التجاري.