عالم المال والأعمال يعج بالصفقات المشبوهه، وخاصة تلك التي تتم ما بين رجال المال ورجال السياسة، كإعطاء الامتيازات او تخصيص الاراضي. فكيف إذا كانت الصفقات ما بين رجال المال من العالم السفلي وثعالب السياسة؟
ترامب رجل أعمال ينتمي إلى هذه الطبقة، وكباقي رجال الاعمال في عالم المال والأعمال يُؤْمِن بمبدأ (package deal ) اي الصفقة الشاملة ومبدأ (acquisition) اي الاستحواذ، كما يحدث في الشركات الكبرى ( الحيتان) صاحبة النفوذ في الاسواق العالمية حين تسيطر على الشركات الصغيرة ( الأسماك )، او تلك الشركات التي غالباً ما تكون متعثرة وتعاني أزمات مالية وإدارية دون مراعاة الأنظمة الداخلية للشركات والهيئات العامة .
هذا هو مبدأ ترامب بالسياسة، لا وقت لإضاعته، لا نقاشات طويلة ولا كلام دبلوماسي، فمع اول لقاء مع ثعلب السياسة الإسرائيلية نتنياهو، بارك له صفقة الاستحواذ على اراضي فلسطين التاريخية مع الإبقاء على دولة فلسطينية على ارض رام الله ارضاءً لصغار المساهمين، دون مراعاة الأنظمة الداخلية والدساتير التي تحمي منظومة الشركات (الدويلات) والهيئات العامة (الشعوب).
ومن هنا جاء تصريح ترامب حل مبني على دولتين او دولة. هي دولة (شركة) اسرائيل الكبرى صاحبة الامتياز والاستحواذ وتضم داخلها دويلة ( شركة رام الله تحت التصفية ) لمتابعة شؤون أعضاء الهيئة العامة واحتياجاتهم من الماء والدواء وتعويضاتهم وتنظيم سوق العمل والتصاريح للعمل في أراضي الشركة الكبرى.
هكذا سيبدأ العالم مرحلة سياسية جديدة تسمى الرأسمالية السياسية لحل الصراعات على مبدأ المال والأعمال وعلى الطريقة الترامبية.
فهل نملك القدرة كأمة عربية على عمل الصفقات في عالم السياسة ام سنبقى اسماك صغيرة (شركات تحت التصفية) بانتظار الاستحواذ .