السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترامب.. ولا جديد

2017-02-21 07:29:41 AM
ترامب.. ولا جديد
رولا سرحان

بانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية تبدو الأمور في نصابها الصحيح، خاصة فيما يتعلق بطبيعة الروابط والمصالح السياسية التي تجمع الولايات المتحدة الأمريكية بإسرائيل، ونظرتها للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي؛ فكل الأقنعة التي كانت ترتديها الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عهد هاري ترومان وحتى عهد باراك أوباما قد سقطت بانتخاب ترامب، ليظهر الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية.

 

في السابق كنا نعيش في ظل قبول واقتناع بأدوارنا المسرحية التي تريد لنا الولايات المتحدة وإلى جانبها إسرائيل أن نلعبها على مسرح المفاوضات والسلام. اليوم يدير الأمور مُخرجٌ جديد، أوقف المسرحية، أماط الأقنعة، ووضع الأمور في نصابها الواقعي.

 

اليوم لم نعد نتحدث عن اتفاق سلام "صغير" بين اسرائيل والفلسطينيين وحدهما، وإنما الحديث يجري عن اتفاق "كبير" مع كل جيران اسرائيل في المنطقة، ليكون السلام من الخارج إلى الداخل، بمعنى إحلال السلام والعلاقات التطبيعية مع دول الجوار ومن ثم إيجاد مكان للفلسطينيين في هذا السلام ولربما فرضه عليهم.

 

 اليوم نتحدث عن انعدام الخيار، فالدولة الفلسطينية لم تعد خياراً وحيداً مطروحاً أمام المجتمع الدولي وأمام الفلسطينيين. خطورة كلام ترامب الذي طرحه خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس وزراء دولة الاحتلال الأسبوع الماضي تتمثل في أن قيام الدولة الفلسطينية أصبح بمجمله خياراً من جملة خيارات أخرى وصار مطروحاً للتفاوض من جديد.

 

والجديد أن الأمر ليس بجديد، وأن الحال كان كذلك منذ بداية الصراع بين الاحتلال وبيننا لكن ترامب جاء ليكون واضحاً معنا ويعلنها صراحة، أن أمر الدولة الفلسطينية ليس أولوية، وأنه ما من شيء لنتمسك به من جديد، ونتفاوض عليه، فهل لدى القيادة الفلسطينية خيارات أخرى، أم أننا سنقفز قفة أولمبية في الهواء على طاولة الفعل ورداته؟